فاطمه مسودي

قصةٌ أقرب للخيال نُسجت خيوطها قبل أكثر من 20 عامًا اختلطت خلالها مشاعر الحزن والبكاء والفرح ، عائلات استمر حزنها على فراق أبنائها أكثر من 20 عامًا متخبطين بين الفرح والحزن فتارةً يرون بريق أمل يلوح في الأفاق وتارةٌ يفقدون ذاك الأمل ولكن ظلو متمسكين بأملهم بالله بأنهُ سيأتي اليوم الذي يجتمعون فيه مع أبنائهم المختطفين .

وتبدأ تفاصيل الواقعة إلى أكثر من 20 عامًا تحديداً عام 1414هـ وكانت أول عملية إختطاف عندما كانت تسكن الخاطفة “مريم”  وهي مواطنه في العقد الخامس من العمر في محافظة القطيف وكانت حين ذاك متزوجةٌ ولديها أبناء فقامت بإختطاف إبن محمد القرادي “نايف” المولود بمستشفى القطيف واستطاعت إضافته إلى سجل الأسرة ونسبه إلى زوجها واستخراج هوية له وذكر زوجها في حديثة للإخباربة بأنه هجرها وبعد مدة أتت ومعها الطفل نايف وأخبرته بأنه إبنه ومعها أوراق من المستشفى وبعد إصرار من والدة الزوج قام بإستخراج شهادة ميلاد له وثم إضافتة لسجل الأسرة و القت  الجهات الأمنية القبض عليه وجاري التحقيق معه ، ثم بعد 3 سنوات تحديداً عام 1417 هـ قررت خطف طفل آخر وتوجهت لمستشفى الولادة والأطفال بالدمام واستطاعت خطف الطفل “محمد العماري” وبعد 3 سنوات أخرى عام 1420هـ استطاعت خطف الطفل “موسى الخنيزي” من مستشفى الولادة والأطفال بالدمام وطلبت من الزوج إضافتهم لسجل الأسرة ولكنه رفض وانفصل عنها .

وأظهرت التحقيقات بأنه كان لها محاولة عام 1423هـ
ولكنها بائت بالفشل وتوقفت عن ذلك خيفة اكتشاف أمرها وأنها تفضل الأولاد على البنات ، وتحدث جيران الخاطفة للإخبارية بأن سلوكها غريب وانهم لم يرون الأطفال إلا وهم كبار فقد كانت تخفيهم حتى سن كبيرة ولها بنت لم يرونها إلا في زواج أخيها وهذا ما ذكره الزوج الثاني بالفعل فقد ذكر بأنه لم يرى أبنائها.

وبعد مرور عقدين من الزمن شاءت الأقدار أن يكتشف أمرها ويعود الأطفال المختطفين إلى ذويهم ، وذكر موسى الخنيزي بأن الخاطفة تقدمت بأوراق تطلب فيها إصدار هويات له ولمحمد العماري قبل أربع سنوات وذكرت فيها بأنهم لقطاء وجدتهم وقامت بتربيتهم دون الإبلاغ عنهم ، وقبل 10 أيام ظهرت الحادثة للعلن وتكشفت معها الكثير من الأسرار .

وقامت النيابة بالتواصل مع الأهالي ممن تقدمو ببلاغات لخطف أطفالهم واستدعتهم لإجراء التحاليل و مطابقة دم الطفلين المختطفين محمد العماري و موسى الخنيزي عن طريق فحص DNA تطابقت نتائج “محمد العماري” مع والدية الحقيقيين أولاً بنسبة 100% وألقي القبض على الخاطفة مريم وتم التحقيق معها.

ثم نظراً لسفر والد “موسى الخنيزي” خارج المملكة تم التواصل مع والدته وإخوانه وتم فحص DNA وأتت مطابقته 100% لوالدته وأخاه ولتأكد أيضاً تم انتظار رجوع والده من السفر وعاد يوم الأحد وتوجة للنيابة العامة وقام بتحليل DNA وظهرت النتيجة يوم الإثنين إيجابية بتطابق نسبته 100% مع والده وعبر والده عن مشاعر الفرح والإمتنان لما قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين ووسائل الإعلام .

وأقام والد الخنيزي مساء أمس وليمة بمناسبة رجوع إبنة إلى احضانه بعد غياب 21 سنة ، وذكر المختطفين بأن الخاطفة أحسنت أليهم وعلمتهم تعليم منزلي حيث أنهم لم يلتحقو بالتعليم بالمدارس نظراً لعدم توفر وثائق معهم .

أما عن الطفل الثالث نايف والمختطف عام 1414هـ من مستشفى القطيف تم عمل تحليل DNA مع الخاطفه وأظهرت النتيجة عدم تطابق “سلبية” و بذلك يصبح هو أيضاً مختطف ولكن مضاف لسجل أسرة زوج الخاطفة وأصدرت له هوية وطنية ولتطابق تاريخ ميلادة في الهوية الوطنية مع الحالات المختطفة بنفس العام قامت النيابة بإستدعاء عائلة القرادي وحضرت والدته وأخاه نظراً لوفاة والده وبفضل الله ظهرت النتائج إيجابية ومطابقة 100% ونايف هو إبن القرادي من منطقة جازان “نايف القرادي الكحلاني” وقالت أم نايف القرادي خلال مكالمة هاتفية بثتها قناة الإخبارية السعودية ، إنها تشعر بفرحة لا تنساها طوال حياتها.

ومازالت تقبع الخاطفة في السجن واعترفت بخطف الأطفال وبالسؤال عن دوافعها أجابت بأنها تعرضت للتهميش والطرد من عائلتها قبل وفاة والديها وأرادت الإنتقام من المجتمع حسب ما ذكرت ، وتم عمل فحص DNA لبقية الأبناء بنتين وولد إحداهما متزوجه في الحفر والأخرى تسكن معها وإبن متزوج واثبتت التحاليل مطابقتهم لها وأنهم أبنائها الحقيقيون .