عبدالرحمن الحربي

انطلق يوم الخميس الماضي 26/6/1441هـ الملتقى الثالث للحفلات التراثية الجنوبية المقام بالرياض بقيادة (بنت العناصي) الأستاذة عزه الزهراني ومساهمة فعالة من بعض سيدات الجنوب اللاتي كان لهن دور كبير في الدعم والمساندة مما كان له الأثر الكبير في نجاح الملتقى والظهور بأحسن صورة له في حلته الثالثة.
وتضمن الحفل أيضاً إبراز التراث الجنوبي من خلال عمل أركان تراثية لكل منطقة لبعض القطع التراثية التي تخص كل منطقة من المناطق المشاركة وهي الباحة وعسير وجازان، ومن خلال زفات عرائس تراثية لتلك المناطق تم من خلالها إبراز عادات وتقاليد الزواج قديماً في مناطق جنوب المملكة، حيث تم عمل الزفات على طريقة الأولين وسط أهازيج ممتعة وطرق مختلفة أبرزت تنوع الثقافات والعادات بين القبائل الجنوبية وألوان لعب النساء ورقصهن الشعبي وزفاتهن التي نالت على استحسان الحضور، فقد ذكرت الزهراني بأن الملتقى يستهدف فئتين الأولى هي الفتيات لتعريفهن بماضي جداتهن وتقاليد زفافهن، أما الفئة الثانية هي النساء الكبيرات للعودة بهن إلى الماضي الذي يأخذهن الحنين إليه دائماً، كما ذكرت الأستاذة الشاعرة حياة بكري بأنه لا يمكن أن يتم الزفاف دون وجود شاعرات يلقين القصائد على النساء اللاتي يحملن الدفوف احتفالاً بالزفاف ليحيين الليلة وهذا ما فعلته في الملتقى عن زف عروس الباحة.
كما تضمنت الفعالية برنامجاً داخلياً اُستهل بآيات من القرآن الكريم ثم السلام الملكي فالمقدمة والأناشيد الوطنية والترحيبية بالحضور، وكلمات تعريفية عن تراث وعادات المناطق لكل من:
أ. عزة الزهراني والشاعرة حياة بكري والسيدة عائشه الشهراني اللاتي عرّفن الحاضرات بأزياء العرائس ومسمياتها، وأوضحت الأستاذة عزة الفرق بين عروس السبعينات التي ترتدي الكرتة والذهب بعد أن تركت الفضة والثوب المكلف الذي لا يزال متصدراً المحافل النسائية إلى يومنا في منطقة الجنوب حفاظاً على وجوده وأصالته ، ثم تلا ذلك زف العروس الأولى التي كانت من منطقة عسير وهي ترتدي الحليّ والزيّ التراثي وسط لعب الخطوة العسيرية ، بجانب ركن عسير المميز بالقَطّ الملون . وأدوات منزل العروس، ثم تلاها زفة عروستي منطقة الباحة إلى ركنهما المتميز باحتوائه كافة أدوات زينة العروس وعطوراتها. وقد أبرزتا عروستي الباحة عهدين قديمين من انتقال زي العروس وحليها في حقبتين متفاوتتين من الزمن وهي التحول من الثوب المكلّف وحلي الفضة إلى الكُرتة المقصبة وحلي الذهب، حيث أوضحت الزهراني والشاعرة حياة الفرق بينهما للحاضرات بوصف شامل وسبب انتقالها بين اللباسين مع احتفاظها بالحشمة والأناقة، وفي سياق كلامهما استعرضتا الدور الفاعل لسيدة الباحة وأعمالها حيث أن جَهاز زواجها كان من بينه أدوات زراعية لتنضم إلى عائلتها الجديدة بكامل جاهزيتها للتعاون معهم في الزراعة وجني الثمار، ثم زفّت عروس جازان على الطريقة الساحلية بزفة يفوح من عروسها رائحة الفل والكادي وأهازيج جميلة إلى أن وصلت لركن جازان المتفرد بجمال الأعمال اليدوية التي نالت على استحسان الجميع ، وكان البرنامج يسير ضمن خطة التوثيق من مجموعة سيدات شهيرات ومؤثرات في مواقع التواصل بالنشر عبر السناب شات بالتعاون مع عارضات الأزياء اللاتي تطوّعن لذلك، وفي حديث عن الملتقى وهويته وأهدافه ذكرت صاحبة الفعالية الأستاذة عزة الزهراني بأن رؤيتها تتطلّع إلى أن تكون منصة تراثية لجميع مناطق المملكة ومرجعاً لمن يبحث عن التراث وإقامة فعالياته، حيث ذكرت بأنها لا تملك إلا التراث الجنوبي فقط وتطمح إلى التعرف على سيدات يشاركنها ذات الاهتمام من مناطق أخرى ليشكلن منظومة تراثية تحفظ التقاليد وتنقل العادات إلى الأجيال القادمة بكل يسر وسهولة كما شكرت واثنت على فريق عملها من سيدات المناطق الجنوبية في إكرام الضيوف وتنظيم الحضور والمبادرات في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والأسر المنتجة اللاتي شاركن في البازار المقام بالفعالية ، اختتم الحفل بذكر القصائد والأمسيات الشعرية والشيلات التي كانت بحسب طلب الحاضرات من جميع المناطق وكان خير الختام كلمة توعوية دينية من إلقاء الشاعرة (شموخ).
وفي ختام الحفل تم تكريم عدد من المشاركات والسنابيات وبعض ضيفات الشرف من قبل صاحبة الحفل أ. عزه الزهراني .