ليلى حكمي

هجرة الطير..
متعطّشة السَّيل..
معزوفة المطر الهتَّان..
أشدو لكِ بالكتابة، وفكري وقلبي أطلق الرِّحاب..
عذرًا.. ديرتي، انتظري دوركِ يا سحابة..
ما يميّزكِ بالأمس هو وحدَهُ وجه الطَّبيعَةِ الخلّاب
ألَمْ تعلمي – يا فاتنتي – أنَّكِ منبعُ الأصالة؟!..
وزادَ أصالتكِ والطَّبيعةَ وجودُ قمرين لهما إطلالة.. ضياؤهما منعكس فى إنجازاتهما.. رمز وحضارة.. أميرنا محمد بن ناصر ونائبه.. عطاء ووفاء، وأمن وأمانة، وبصمة رخاء، ووجاهة ونقاء، ويَدٌ وسخاء..

أمّنتكِ الله – يا جازان – أن تنظري اليومَ في المرآة
بعينيكِ الجميلتين، زرقاء اليمامة، أو كما نقول بلهجتنا الجازانية:
((كحّلي عيونك وانظري للمراية))..

ها هو ينعكس شعاعٌ من الألماس بعدما كنتِ تعانين من بعض الكآبة، وكدت تفقدين مميّزاتك من جمال الوسامة..

الله كم أنتِ اليوم – يا جازان – متوهّجَةٌ كالألماسةِ..
وقلوبُ الجميع من الكبير إلى الطفل الصغير الذي فى المهد مهّدت لأميرنا نبضاتها، وفرشَتْ أوردتها مع شراينها بساطاً من الورد والفُلِّ، فلقد جَدَّد جمالَ حضوركِ – يا جازان – وأعاده، وهذه لله الشهادة.

يامعشوقة الطير، ومعزوفة المطر..
هل تعلمين بأنني إذا سافرت عنكِ أتصفّح مناظركِ بالمحمُول والدُّموع تنهمر؟! فلا أطيق عنك الرحيل، يا فاتنة عيون وقلوب أهل هذا الوطن…

فيفا، ها قد رسم السحاب والليل لؤلؤة إبداعٍ صاغها الخالقُ الرّحمنُ، فكانت صورةً من رسمِ الجِنان..

يا بناتِ الغمام، يا بلابل الدّوح، يا طيور الحَمَام، أصيبَ قلبي منكنّ حتى استبدَّ وهام.

ويا صامطة وصبيا وضمد وأبو عريش والأحد والعارضة، يا عبقَ الحضارة الذي يخالجنا، ليميس غصنكِ الريّان، والأساس مدينة جيزان، ألماستي ودُرَّتي النادرة الثَّمينة، لن تكوني معروضة للبيع والأوهام في وسائل الإعلام..

تفاخري وتلألئي، أنتِ تحت جناح الحُرّ محمد بن سلمان.

يا سعودية يا نبضي، يا ملتقى العطر إلى جانب الدم بالشريان..

نمجّدكِ بكلِّ الحُبِّ وكُلِّ الولاء بعددِ حبّات أمطار مرتفعات جازان.
نجدِّدُ بكلِّ لحظةٍ العهدَ والولاءَ للعزم والحزم لمليكنا طويل العمر (( سلمان )).

أنتِ أيتها الأحلى والأغلى ماضيةٌ في موكِبِ المجد والعطاء..
يا معشوقة الطير، ومعزوفة المطر الهتان.
معشوقتي ….. جازان.

ليلى حكمي