مشاعل آل عايش

حينما يدرك المسلم أن حياته حياة نصب وتعب، وأن صفاءها مشوبا بالعناء، وأن بقاء الحال من المحال، وأن تدبير الله فوق قدرتنا، وعلمه فوق جهلنا، ورحمته أوسع لنا من ظننا، يتملك النفس شعور بالراحة والطمأنينة، وأن سنة التدافع ماضية، والتمحيص سوق قائمة، والإبتلاء حكمة نافذة.
فيتسلل للنفس اليقين، والرضا والتسليم، وأن هذا منا الجهد وعلى الله الإتكال، فلا يأس يسرق الظن الحسن، ولاجزع يذهب الأجر المنتظر، ولانكوصبإذن الله عن اتباع الأثر .
فينقلب حال المؤمن إلى عمل مشوب بالإرادة القوية، والعزم الأكيد أنه لن يغلب عسر يسرين، وأن حالك الظُلم إيذانا بفجر ساطع، وأن خيوط الضياء وشعلة الحياة لايكنّ منها بيت وبر ولامدر.
فيخرج المسلم من عالم المحن وهو أشد مراسا، وأقوى إحساسا، مدده يستمطره عونا من الله على صناعة واقع أكثر نفعا، وخيرا لدينه ووطنه، وأمته.
يدرك أن رسالته في الحياة ليست مقصورة على ذاته،وبيته فقط، ولكنه جزء من منظومة عالمية لابد أن يؤدي رسالته خير أداء، وينشر فكره النير الواضح المبني على أسس الحق خير نشر، وأنه فرد يمثل مجتمعه أمام محافل العالم خير تمثيل…تدعوه مواطنة صادقة أنه ينتمي إلى وطن عظيم منحه كل الإمكانات، وذلل له العقبات، وأرخص له الخدمات…فالوفاء بعد ذلك لهذا الوطن وقيادته مطلب شرعي، و خُلق إنساني، ورقي حضاري.
ولاخير فيمن لا يحب بلاده
ولا في حليف الحب من لم يتيم.
مدركا أن أقوى شعارات ما بعد هذه المرحلة هي شعار العمل الناجح المثمر البناء الذي يعود على الفرد والمجتمع بالخير والسلام، وأن الإعتصام بالدين أولا، والالتفاف حول القيادة مخرجا من فتن الدين، ونوازل الأقدار، وأن استصحاب عدم خرق السفينة طريق موصل لجبل النجاة للمجتمع بأسره، وأن استمرار الحياة الآمنة المطمئنة لايأتي دون استشعار للمسؤولية، وقيام بالدور، وتثمين للمقدرات.
وبث التفاؤل والطمأنينة بين أفراد المجتمع هو بعث للحياة بصورة سليمة يبعث على تشافي الشعوب من ملمات الكوارث، وإعادة العطاء والحياة لها بصورة صحيحة، ليعود الدور الرسالي للفرد والجماعة على أكمل وجه،،،،،، حفظ الله الراعي والرعية من كل شر،وسلّم للجميع دينهم وأمنهم وإيمانهم.

كتبته/ مشاعل آل عايش