الجوري الحارثي

مما لا شك فيه أن فيروس كورونا علمنا
أشياء جديدة ،وفتح أعيُنَنا ع شيء لم نكن نوليه اهتمامًا في حياتنا الروتينية اليومية التي لم نكن نعلم عنها شيئًا إلا أنها كانت فقط مملة وعادية .

ومنذُ انتشار فيروس كورونا في العالم أتابع الأخبار اليومية العالمية والمحلية ، بحكم مجال عملي في المجال الإعلامي، والأهم بحكم كوني أعيش في هذالعالم ، وكلما زاد انتشار الفيروس ومن الناس القريبين لي، يشتد الاهتمام مع الكثير من السيطرة على القلق والخوف من هذا الشبح الخفي، لكني أرجع وأفكر أن الله جعل هذا الفايروس لسبب ما ، هو وحده أعلم به.
الجميع يشيد بدوره في : وزارة الصحة، وزارة الداخلية، وكل القطاعات التي أثبتت للعالم أجمع أنها قادرة على مواجهة كل الظروف التي تواجه المملكة العربية السعودية ،وكل القطاعات في دولتنا الحبيبة مكملة لبعضها.
لكني اليوم رأيت جهازًا قويًا يبذل جهدًا كبيرًا جدا ، يعمل بصمت دون كلل أو تعب ، ويضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه، وهو *(وزارة التجارة السعودية)*.
فقد رأينا من يحاول أن يخرب توازن هذا المجتمع ، وأن هناك من سارع بتخزين بعض المواد مثل المعقمات والكمامات،
حتى المواد الغذائية لم تسلم من شرهم مثل الخضار والبصل وغيرها كثير…الخ
؛ حتى يقوموا بقطعها عن السوق ثم وبعدها يقوموا بإخراجها والتلاعب بالأسعار . لكن أبطال وزارة التجارة قاموا بقطع مخططاتهم في وكرهم ، وردوا كيدهم في نحورهم حتى يكونُوا عبرة لغيرهم.
ومما لا شك لم تكن وزارة التجارة وحدها، بل وجد معها المخلصين لوطنهم ممن قام وبلغ عن هذه المجموعات الخبيثة التي همها المادة ،راميًا وراء ظهره صحة الناس ،وقاموا بالتلاعب بالتواريخ وتزويرها، أو تخزين السلع في أماكن قذرة وغير صالحة للتخزين الصحي والسليم.

كل فرد منّا يحتاج إلى الوعي كي نحقق الأدوار والمسؤوليات، ونحمي وطننا وأنفسنا من كل أنواع التضليل والفتن والإشاعات، ونحن بحاجة ماسة لكل شخص وكل مواطن ومقيم على أرض دولتنا الكريمة، ولابد أن نتكاتف ونحافظ على الوحدة الوطنية.
نعم هو دور كبير يتطلب منا الحرص والتعاون فيما بيننا كي ندحر كل متربص يحاول العبث بصحتنا وأمننا.

شكرًا لكم وزاة التجارة؛ أثبتم أنكم لا تقلّون أهمية عن أي جهاز آخر بالدولة، بل إنكم أحد الركائز المهمة والمساندة لبقية الأجهزة الحكومية الأخرى بمثل هذه الظروف.

وبالنهاية ماذا بعد كورونا ؟ لم نفكر مع بداية العام أن الكورونا ستكون أكثر ما يشغلنا في الشهر الثالث من العام الجديد، وأكثر ما يخيفنا، مع العلم أن الحياة مليئة بأشياء مخيفة، لا تقل خطورة عن الفيروس ، ومع ذلك فأنا أحاول استغلال هذه الفترة للتفكير بأمور حسبناها “مفهومة ضمناً” ، ولم نمنحها المساحة التي تستحق، كما محاولة الإضاءة على مساحات إيجابية سندركها بعد أن تنتهي هذه الأزمة بإذن الله.

الجوري الحارثي