فاطمه مسودي

ضمن فعاليات (مبادرة الثقافة إلى بيتك) التي يشرف عليها رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد آل مريع، أقامت حلقة اللسانيات والخطاب في النادي محاضرة بعنوان( مفهوم الخطاب في فكر ما بعد الحداثة)، قدمها : أ. شايع الوقيان ، وأدارها د.عبدالرحمن البارقي.
تناول فيها المحاضر ثلاثة محاور أساسية وهي :
– الأصول اللسانية للمفهوم.
– الأصول الفلسفية للمفهوم.
-الخطاب بوصفه تأسيسا رمزيا للواقع.
بدأ البارقي بمدخل تناول فيه بإيجاز مفهوم الخطاب،ثم قدم المحاضر للحديث.حيث بدأ الوقيان حديثه عن ما بعد الحداثة قائلا : انتشرت كلمة (خطاب) في ما بعد الحداثة، حيث أصبحت ثابتة كما هي كلمة ( بنية ) على سبيل المثال استخدامها في التعريفات كالقول: الخطاب الليبرالي ،الخطاب الصحوي، الخطاب الماركسي …
أما معناها لغة فهي : الكلام.
والاستعمال القديم لاعلاقة له بالمعنى الذي يعنينا وما سنقدمه، أي أن العلاقة بينهما لغوية فقط،أما المفهوم فكان في ستينيات القرن الماضي مفهوما مفتاحيا حتى إن الكثير من المفكرين والمنظرين لا يستطيعون الاستغناء عن هذه الكلمة، أي أنهم أصبحوا يستبدلون كلمة فكر بخطاب..
ثم تحدث عن المنعطف اللغوي. حيث ذكر أن (دي سوسير) يرى أن هناك فرقا بين اللغة والكلام..
اللغة هي شق رمزي وبناء ذهني،
أما الكلام فهو التحليلات الفعلية للغة.
وقد ركز (دي سوسير) على اهتمامه باللغة واستبعاده للكلام ، حيث إنه لا يعنيه بالدرجة الأولى.. واستطرد الوقيان قائلا: في أواخر الخمسينات دخل الفرنسيون على فكرة (دي سوسير) وقاموا بتطبيقها على حقول غير لغوية..
ثم تطرق إلى رأي (بول ريكور) حول تأسيس نحو الخطاب على أن يبدأ بالجملة باعتبارها وحدة قائمة وعلامة تدل على الواقع ..ختم حديثه حول مفهوم الخطاب إذ قال : هو كسجين للغة تم فهمه بعيدا عن المرجع الخارجي، حيث أصبح مع (ريكور) أداة للتواصل، أي أن الواقع أصبح داخل الخطاب معمولا به وهو ما يسمى: بأخلاقيات الخطاب..
في النصف الثاني من ختام المحاضرة استقبل الوقيان النقاشات من عدد من الحاضرين.