أحمد محمد المدير

مما يقوله كبار السن من الأمثلة الشعبية المتداولة :”الكلمة الطيبة تخرج الأفعى من وكرها “
ويقصد بذلك أن تتلطف في قولك وخطابك مع الآخرين ؛ إذ بها تحول الأعداء لأصدقاء .

الكلمة الطيبة أثناء مخاطبة الآخرين تؤثر فيهم وتجذبهم إليك ، تجعل السامع يصغي ويقترب ويتأمل فيتعلم ويقتنع ويتبع الصواب.

الكلمة الطيبة هي هداية من الله لعباده؛ قال الله تعالى :(وهدوا إلى الطيب من القول) الحج ، وهي شعبة من شعب الإيمان ، وهدي نبوي .

فما أجمل الكلمة الطيبة ؛ حيث تؤتي ثمارها على القائل والمخاطب ؛ بالذكر الحسن في الدنيا ، والمثوبة من الله يوم القيامة .
فإذا كان الصمت حكمة ، فالكلمة الطيبة أعظم ؛ فقد وصفها الله بالشجرة الثابت أصلها في الأرض وأغصانها في السماء ، قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).

وأمرنا سبحانه بها في التعامل فيما بيننا، حتى مع المخالف المعاند المحارب ؛ وجعل الإحسان في القول أثناء مجادلته طمعًا لهدايته لاتباع الحق ؛ فقال سبحانه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ).

فما أعظم الكلمة الطيبة التي تنال بها الود، وترسم لنفسك بها أجمل لوحة للوجود حتى مع اختلاف الرأي ، فيستمر بها الود والتقدير والاحترام ، وتستمر الحياة في استقرار وأمان.
الكلمة الطيبة التي تطمئن بها البشر ؛ ننطلق من خلالها بطموح وهمة وأمل لنبني مستقبلًا أجمل ؛ فتعزيزها المعنوي قويّ جدّا كالسهم يخترق القلوب.

اللهم اجعلنا للناس جبرًا لا كسرًا ، واهدنا إلى محاسن الأقوال والأخلاق فإنه لا يهدي إليها إلا أنت .