عائشة سويد

مضت الحياة والبؤساء ينتظرون السلام وجبابرة العالم تأباه حتى جاءت الكورونا لتجعل العالم يجثو بحثا عن السلام  وليترك الامر لها في التجاوز والتجاهل او بإنزال اقسى البشاعات على ذاك الإنسان عدو السلام  ..
لأول مرة يتحد العالم  ليرمي بكل  التصنيفات و ليبقى الإنسان والإنسان فقط  فلا اديان ولا طائفية ولا ملل او نحل ولا دول عظمى او متخلفة ولاحسب ولا نسب ، جاءت الكورونا ولم تكن لتأتي إلا بأمر الله وكأنها اشبه بقيامة صغرى قامت على الارض فلم يعد للجمال جمال ولا للقبح قبح ولنرى من سيتغزل بالقمر في اكتماله ومن سيتذمر من لهيب الشمس ، الجميع يريد النجاة النجاة فحسب .. ،
الكورونا هي ثورة الطبيعة على الجور و الفجور والظلم والتبذل والإنحلال والفساد  ، الكورونا اتحاد لذرات الهواء على الطاغية الإنسان لتريه حجمه وحقيقته  وهي تعزله عن كل الحياة وكأنها سأمت منه ومن شروره  ..
الكورونا جعلت  من له قلب ينفض قلبه ويتدارك نفسه ويعرف حجمه الحقيقي ويؤوب إلى الله  ..
ومن طُبع على قلبه سيبقى هو هو ..

عائشة سويد
جازان