علي احمد معشي

حط رحاله بديارنا زائر كريم وضيف عظيم مسافر للتو وصل ، هبط من عالم القداسة والطهر من منبع الخير والبركات ، حاملاً حقائبه الملأى ببشائر السماء .
جاء في وقت اشتدت بنا فيه الكرب وضاقت بنا فيه الوسيعة والقت بظلالها البلايا على عالمنا ، فجاء ليقول لقلوب كاد أن يلامسها اليأس وأرواح كاد أن يخالطها الخوف :
(لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون )

جاء فوجدنا نصلي في بيوتنا مغلقة مساجدنا ليس فينا جمعة أو جماعة فقال لنا : لا بأس عليكم ، لن ينقص من أجوركم شيئاً ، جُعلت لكم الأرض مسجداً وطهورا ، والكتاب الكريم بين أيديكم عذباً سلسبيلا والصدقة فاتخذوها برهاناً لكم و دليلا ، والدعاء والذكر ملاذاً وظلاً ظليلاً .

ما أجمل نهارك يا رمضان والبطون جائعة والأكباد ظمأى تغمرها سعادة الطاعة ، وما أجمل ليلك والأقدام مصفوفة والقلوب خاشعة تغمرها السعادة والرضى .

ما أجمل تلك الأكف الضارعة تستمطر الرحمات وترتجي العفو والمغفرة من رب عظيم كريم رحيم.

لن تجد البيوت يا رمضان أكرم منك ضيفاً أو زائراً لتحتفي به فأنت سعادة سنوية تتبسم لك القلوب قبل الشفاه كل عام ، أما هذا العام فأنت تزورها لتواسيها وتمسح على رؤوس ذويها وتنشر عبق الإيمان فيها .
وقد جعل أهلها من غرفها مصليات ومن. زواياها مجالس تلاوة وذكر وعبادة ودعوات .

مرحباً يا رمضان عدد ما اشتاقت لك القلوب
مرحباً يا رمضان عدد ما صلى الناس وصاموا على مر العصور
مرحباً يا رمضان عدد ما تاب التائبون واستغفر المستغفرون .

لقد سكنت بزيارتك النفوس واطمأنت بمقدمك القلوب ، كيف لا وأنت شهر القرآن وشهر الصوم وشهر الصبر وشهر العطاء

الحمد لله الذي بلغنا شهر الصيام و منحنا فرصة الصيام والقيام .
الحمدلله الذي رزقنا الايمان بقدره والرضى بقضائه والصبرعلى بلائه .
الحمد لله على اليقين برحمته والفأل بفرجه .

اللهم كما بلغتنا رمضان فوفقنا فيه للعمل الصالح الخالص لوجهك الكريم .