محمد آل عتيق

أكد مدير عام التعليم بمنطقة مكة المكرمة الدكتور أحمد الزائدي أن وزارة التعليم حققت خلال أزمة جائحة كورونا نجاحاً غير مسبوق في إدارة العمل، مقارنة مع العديد من دول العالم المتقدمة التي علقت الدراسة، فيما استطاعت الوزارة الاستمرار عبر منصات التعليم عن بعد، وقد مثلت الأزمة اختباراً حقيقياً للبنية التحتية التقنية للتعليم في المملكة.

وعرض الدكتور الزائدي خلال استضافته في الحلقة السادسة من لقاءات تحدي الأزمة الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة البارجة، بعنوان “تحديات التعليم في ظل جائحة كورونا”، مبادرات التعليم ومنظومتها الرقمية للطلاب والطالبات.

وأشار إلى أن العملية التعليمة استمرت عن بعد من خلال خمس قنوات رسمية مخصصة لهذا الغرض، مثل بوابة “عين” على اليوتيوب، و”المنصة التعليمية الموحدة”، وبوابة “عين الإثرائية”، وبوابة “المستقبل”، وهي بيئة تعليمية تفاعلية بالإضافة إلى 20 قناة تُبث من خلالها الدروس بشكل متزامن وغير متزامن وبجداول معلنة.

مناهجنا تمر باستمرار بمراحل التقويم المستمر، والمناهج الحالية هي مواكبة للاتجاهات العالمية المعاصرة، وما يتلقاه الطالب السعودي من حيث العمق والمحتوى المعرفي والمهارات عن تلك المناهج التي تدرس في كثير من نظم التعليم حول العالم.

وحيا كافة الادارات والعاملين والمعلمين والمعلمات لأدائهم الفاعل خلال الأزمة، التي عكست حس المواطنة واستشعار الأمانة والمسؤولية، وشرف الانتماء لهذه المهنة الجليلة، فقدموا صورة مشرقة للمعلم والمعلمة السعوديين، منوها بأداء إدارة الأمن والسلامة التي هيأت المباني المدرسية بالتعاون مع إمارة المنطقة والشؤون الصحية لتخفيف الكثافة العمالية وتطبيق الاشتراطات الصحية في تلك المباني.

وقال مخاطبا الطلاب: “إن الدرس الأكبر الذي نخرج به من هذه الأزمة هو أهمية التعلم الذاتي، وأهمية أن يكون الطالب والطالبة على قدر المسؤولية في استغلال كافة الإمكانات المتاحة، وقد أتاحت التقنية للمدرسة أن تتواجد مع الطالب في البيت، وأصبحت مسؤولية التعلم في المقام الأول على الطالب.

ونوه بملامسة خادم الحرمين الشريفين لتضرر القطاع الخاص حين وجه بدعم القطاع الخاص بمبلغ ستة مليارات ريال، والتوجيه بتسديد 60% من رواتب السعوديين في القطاع الخاص، وهذا إجراء غير مسبوق على مستوى العالم، مبينا أن العلاقة بين ولي أمر الطالب والمدرسة الاهلية هي علاقة تعاقدية وتخضع لرسوم مقابل خدمة، ووزارة التعليم ليست معنية بهذا الشأن، ولكنها تدرك أن أولياء الأمور سيتعاملون بقدر من المسؤولية في تحصيل الرسوم الدراسية، بينما يكفل النظام حقوق المعلمين.

وفي مداخلة له، أمًن رئيس لجنة التعليم الأهلي بغرفة مكة المكرمة الدكتور موفق حريري على أن التعليم الأهلي شريك استراتيجي في العمل التعليمي، مبينا أن التعليم الأهلي هو المتضرر الأكبر من الجائحة، وطرح بعض المعوقات التي تواجه القطاع.

وأشار إلى أن المدارس الأهلية في مكة المكرمة، التي أثرت بشكل مباشر بالأزمة، شكلت اجتماعات متواصلة خلال الازمة، واستطاعت أن تقدم بعض الدروس عبر البث المباشر، بمشاركة المعلمين والمشرفين التربويين، وهناك العديد من المدارس تمتلك منصات الكترونية خاصة بهم، كانت يسير فيها العمل التعليمي بشكل متواز مع المنصات التي وفرتها وزارة التعليم جعلت المدارس الأهلية تتأقلم مع التعليم عن بعد بشكل سريع.

وقال الدكتور حريري إن التوطين في مدارس البنين ما زال دون المأمول وذلك نسبة لعدم توفر بعض التخصصات، وهناك حيرة في المدارس حول ما إذا كان من الملائم منح تأشيرة خروج وعودة للمعلمين الوافدين، ومدى امكانية عودتهم مرة اخرى مع بداية العام الدراسي اذا خرجوا، مبينا أن العدد يقارب 40 ألف معلم ومعلمة، مقابل نحو 50 ألف معلم ومعلم سعوديين.