رحمة كريري

كانت بلاد الحرمين الشريفين وما زالت محط أنظار العالم وإعجابهم لاسيّما بعد قراراتها التاريخية للوقاية من انتشار فيروس كورونا، وهذا ليس بمُستغرب على بلد يستقبل أكثر من 25 مليون حاج ومعتمر سنوياً وينجح في خدمتهم من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ولا أحد ينكر جهود وزاراتنا ومنها وزارة الصحة وما تقدمه من عمل متواصل ومتابعة مستمرة يستحق التقدير؛ فكانوا جميعاً على قدر المسؤولية ، كان الاهتمام على أعلى مستوى؛ لايخفى عن الجميع خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- الذي وجه فيه باستمرار الإجراءات الوقائية لمواجهة كورونا .

حيث بادرت المملكة ودعمت المنظمات الدولية المعنية، وساعدت الدول التي تعاني من الجائحة، وإن ذلك يعبر عن شعور إنساني بليغ ورسالة واضحة للعالم.

كما أظهرت الكلمة أن الأولوية لخادم الحرمين الشريفين تتمثل في صحة الإنسان وكرامته، وأن الدولة لا تألو جهدًا في الحفاظ عليها، وقد كشفت للجميع بأنه لا تهمها التكاليف والآثار المادية بقدر حرصها على حفظ النفس البشرية أولًا، وهو ما ظهر في الإجراءات الإحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها حكومة المملكة على مدار الأيام الماضية ،

فقد مارست الجهات التنفيذية دورها الرقابي لتأكيد ذلك، والحرص على وفرة الإحتياجات الضرورية والمتطلبات الأساسية في متناول المواطنين والمقيمين، وعدم حدوث أي خلل في إمدادات الغذاء والدواء أو الإحتياجات المعيشية أو مساس بأسعارها.

ومما قاله الملك سلمان في كلمته: “أؤكد لكم حرصنا الشديد على توفير ما يلزم المواطن والمقيم في هذه الأرض الطيبة من دواء وغذاء واحتياجات معيشية، إن القطاعات الحكومية كافة، وفي مقدمتها وزارة الصحة، تبذل كل إمكاناتها لاتخاذ التدابير الضرورية للمحافظة على صحة المواطن والمقيم”.

كما ساهمت المملكة في الجهود الدولية لمواجهة جائحة كورونا (كوفيد19) ، فقد قدمت دعماً مالياً قدرة(500)مليون دولار للمنظمات الدولية خاصة الصحية منها, كما أعلنت عن تقديم مبلغ(10) ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية دعماً لها في الإجراءات التي تتخذها لمكافحة هذا الفايروس بالإضافة الى ذلك قدمت المملكة المساعدات الصحية لعدد من دول الأعضاء المتأثرة من هذه الجائحة منها اليمن بمبلغ(38)مليون دولار ودولة فلسطين بمبلغ(ثلاثة ملايين وعشرة الاف دولار) من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ، كما ساعدت المملكة المنظمة في نقل المعدات الطبية والإمدادات جوياً من مركز الإمدادات اللوجستية التابعه للمنظمة في دبي إلى عدن .

وقامت بعديد من المبادرات ومنها: دعم شركات خدمة المعتمرين, كما بادرت بدعم القطاع الخاص لتخفيف الأثر المالي والإقتصادي لمواجهة فايروس كورونا تتحمل المملكة 60 بالمية من رواتب موظفي القطاع الخاص ,
تأجيل سداد رسوم السجلات التجارية لمدة 3 أشهر, وجهود سفاراتنا بجميع الدول والخدمات المقدمة لمواطنيها خارج الوطن كتوفير السكن والطعام وغيره والإطمئنان عليهم بشكل دوري .

ولقد استشعرت قيادتنا الرشيدة مسؤوليتها تجاه العالم باعتبار مملكتنا الغالية هي رئيسة قمة دول العشرين لهذا العام 2020 فدعت إلى قمة استثنائية لقادة مجموعة العشرين حول فيروس كرونا بهدف تكثيف الجهود الدولية لمكافحته.

اللهم بارك في جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.