في مؤتمر صحفي عقب جولته التفقدية لعدد من مساجد وجوامع الرياض

عبدﷲ الغدير

أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ أن المساجد في المملكة لها مكانة كبرى عند القيادة الرشيدة لهذه البلاد المباركة وتقدم لها العناية الفائقة لجعلها في المكان اللائق بها والعطاء مستمر ، مشيراً إلى أن الوزارة منذ إنشائها وهي تقوم على رعاية المساجد بدعم متناهي من الدولة -رعاها الله-، وأن هذا الدعم منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـــ رحمه الله ـــ إلى يومنا هذا، حيث جعلت أول أولوياتها العناية بالمساجد، مقدماً الشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهدها لأمين ــ حفظهما الله ــ على دعمهما المتواصل لكل ما يحتاج إليه بيوت الله كي تكون مهيأة للمصلين ومكاناً للخشوع والطمأنينة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معاليه، اليوم الجمعة السادس من شهر شوال الجاري، عقب جولته التفقدية لعدد من المساجد والجوامع في مدينة الرياض وذلك للوقوف على جاهزيتها لاستقبال المصلين وفق الإجراءات الاحترازية المعمول بها بعد صدور الأمر السامي الكريم بإعادة فتح المساجد اعتباراً من الأحد القادم.

ونوه معاليه في افتتاح المؤتمر الصحفي بوعي المواطنين وأن ولائهم لهذا الوطن منقطع النظير وحرصهم على الالتفاف حول قيادتهم الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ــ حفظهم الله ـــ ، وأيضاً قوة تعلقهم ببيوت الله والتي تمثلت في رغبتهم الملحة ودعائهم الصادق لله أن يرفع هذا الغمة ليعودوا إلى المساجد، مؤكداً معاليه أن القرار السامي بإعادة فتح المساجد والجوامع يؤكد لنا اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطنين والمقيمين وحرصها الشديد على سلامتهم .

وشدد معاليه على أهمية أن يلتزم الإنسان بالواجبات التي ينبغي عليه القيام بها سواءً في المحافظة على صحته أو المحافظة على صحة الاخرين، مؤكداً أن فيروس كورونا المستجد مرض خطير وينبغي للجميع توقيه وفعل الأسباب المشروعة التي تضمن بعد توفيق الله من انتشاره.

وأشاد معاليه بما قدمته قيادة المملكة منذ بدء جائحة كورونا للمواطنين والمقيمين في المملكة وخارجها من خدمات متميزة كانت مضرب المثل في محلياً ودولياً في التعامل مع الإنسان وبيان مكانته وحرمته، لافتاً إلى أن المملكة تعاملت مع الأزمة بكل تفاني وحرص على حياة الناس ووزارة الصحة قامت بدور كبير ومشكور لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة.

وفي رد لمعالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ عن هل ستتخذ الوزارة عقوبات وغرامات لمن يحضروا أطفالهم للمساجد غير مراعين للتعليمات التي اتخذتها ودعت لها الوزارة في هذا الصدد قال معاليه أن العقوبة من الله أشد وأعظم لمن يأتي بأطفاله لمكان قد ينتقل إليهم المرض فالله سيحاسبه ويسأله عنهم، ومن المستحسن من الإمام والمؤذن أن ينبهونهم أمام الناس ويحذرونهم بخطر ذلك ، وإذا لم يلتزم وكرر هذا فيبلغ الجهات المسؤولة ويتعاملون معه وفق أنظمة حقوق الإنسان، ونعتمد على الله ثم على الوازع الديني للمصلي الذي جاء لعبادة الله تعالى .

وأكد معاليه نحن تحت توجيهات خادم الحرمين الشريفين وهو يراعي صحة وسلامة المواطن مشيراً إلى أن هناك قيادة وهناك هيئة عليا تعمل وتتابع الحدث في كل ما فيه مصلحة للمواطن والمقيم ويوجهون بما يرونه ويأتينا التوجيه بحكم الاختصاص.

وفي إجابته عن صلاة المصلين في أوقات الحظر خلال فترتي العشاء والفجر قال معاليه إن وزارة الداخلية اصدرت في بياناتها بأن المواطن يستطيع أن يصلي بالمسجد القريب له فليس هناك مانع، مشيداً معاليه بأعمال وزارة الداخلية وأعمال منسوبيها وعلى رأسهم سمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، فهم يعملون بجد في جميع الأوقات في إطار حرصهم على المواطنين على أن يقوموا بأداء الفريضة بيسر وسهولة .

وكشف معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ إلى أن الوزارة ومن خلال فروعها في مناطق المملكة ستقوم بجولات رقابية للوقوف على تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية وضمان تطبيقها، مبيناً أن كل جهة سوف ترفع تقاريرها بشكل يومي لأننا في حالة ازمة ووباء والحرص على حياة الانسان مطلب شرعي ومن الضرورات الخمس التي فرضها الله على الجميع ومنها حرمة الانسان والمحافظة على حياته فهناك جميع الأجهزة الحكومية كلا فيما يخصه يرفع ما يراه سواء ايجابي او سلبي .

ونوه معاليه إلى أن القيادة الرشيدة ـــ الله يحفظها ـــ ستكون على اطلاع تام بما يتم من خلال فترة السماح، مضيفاً بأنه يجب على المواطنين أن يلتزموا بالاحترازات التي تم الاعلان عنها والتأكيد عليها في وسائل الاعلام والتواصل المختلفة فاذا طبقوا الأنظمة فلن نرى شراً وسيتقلص هذا الوباء بإذن الله.

وبين معاليه أن الوزارة تقوم الآن بطباعة أكثر من مئة ألف بروشور توعوي بمقاسات كبيرة لشرح الاحترازات بعدة لغات وهي اللغات الدارجة لدى الجاليات التي تأتي للمساجد وهناك ايضا نشرات توعوية وتثقيفية تم نشرها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، وكذلك ايضا يمنح الإمام بعض الدقائق لتوعية الناس وتحذيرهم.

وعن جانب التوعية والإرشاد لفت معالي الوزير الدكتور عبداللطيف آل الشيخ إلى أن الوزارة نفذت منذ بدء جائحة كورونا برامج دعوية وإرشادية للتوعية بخطر فيروس كورونا قبل غلق المساجد تمثلت في 30 ألف خطبة جمعة وعشرة الآف محاضرة وندوة علمية قدمها الائمة والعلماء والدعاة والأطباء، كما واصلت الوزارة بعد قرار غلق المساجد تنفيذ أكثر من أكثر عشرين ألف برنامجاً دعوياً عبر الوسائط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الوزارة والقنوات الفضائية والإذاعات وسنواصل التوعوية وبلغات عالمية.

وأعلن معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ أن الوزارة ومن خلال فرعها بمنطقة الرياض أنهت إجراءات تعيين 500 مراقب مساجد من الرجال و100 مراقبة من العنصر النسائي إضافة إلى المراقبين الموجودين بالفرع وسيباشرون أعمالهم خلال الشهر الجاري بعد عقد دورة تدريبية لهم لمتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية والتعليمات التي أقرتها الوزارة، كما أن جميع فروع الوزارة بمختلف مناطق المملكة تعمل على تعيين مراقبين ومراقبات للمساجد إضافةً للمراقبين الحاليين .

ووجه معالي الوزير “آل الشيخ” في ختام المؤتمر الصحفي الذي حظي بمشاركة كبيرة من ممثلي القنوات الفضائية والصحف كلمة للأئمة دعاهم إلى بذل المزيد من الجهد لتوعية المصلين بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والمواظبة على غسل اليدين، وتعقيمها ولبس الكمامة ، واحضار المصلين سجاداتهم الخاصة ، كما حثهم على توعية كبار السن والمرضى على الصلاة بالمنازل، وعدم إحضار الأطفال منهم أقل من خمسة عشر عاما للمساجد، وتجنب المصافحة وعدم التزاحم عند الدخول والخروج، طالباً الوزير “آل الشيخ” التعاون من الجميع وخاصة لأن الوباء مازال موجوداً ويجب علينا تطبيق هذه الإجراءات الاحترازية التي وجهت بها وزارة الصحة.