ضمن حملة"نعود بحذر"

محمد آل عتيق

نفذ أعضاء فريق غد التطوعي التابع لعمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة بجامعة الطائف مبادرة تطوعية رائدة، ضمن حملة نعود بحذر، وانطلاقاً من هذا الأساس القويم، حيث ابتدأت تلك البادرة في نشر رابط على وسائل التواصل الإجتماعي عبر القنوات الرسمية للفريق المتميز يتضمن التسجيل للمشاركة في تنفيذ المبادرة، ثم قسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات، تتوجه كل مجموعة إلى جامع من جوامع محافظة الطائف، وقد تمثل عمل المجموعات الثلاث ضمن هذه البادرة اللافتة في تعقيم المصلين عند دخولهم للجامع وعند خروجهم منه، وتنظيم جلوسهم بما يحقق التباعد الاجتماعي، كما تم توزيع الكمامات الطبية على من لا يملكها منهم، إضافة إلى تنظيم خروجهم من الجوامع بعد أدائهم لصلاة الجمعة، وقد نفذت هذه المبادرة المضيئة في جامع الملك فهد، وجامع عبدالله بن العباس رضي الله عنهما، وجامع النزهة، ولم يكن فريق غد التطوعي لينفذ مشاركته النيرة دون الدعم المشكور والسعي المحمود الذي حظيت به المبادرة من الإدارة العامة للأوقاف والمساجد بمحافظة الطائف.

عندما تجن الأزمات على المجتمعات، يتمحص الأفراد، فيتجلى المخلصون بتفانيهم، وينقشع الستار عن المتخاذلين بتراخيهم، حتى يميز الله الخبيث من الطيب، والأمين من الخائن، والمبادر من المتلكئ، فالابتلاء كالغيمة السوداء، يتطير أكثر الناس بسوادها، ويتيمن بعيدو النظر منهم بمطرها وخيرها، فقد قال الحق العظيم في كتابه الكريم : { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم }، ومن بين أولئك اللامعين الذين برزوا في هذه الجائحة هم أهل التطوع، الذين كرسوا جهدهم في المبادرات الخيرية المجتمعية، وجعلوا مبدأهم قوله تعالى : { فمن تطوع خيرا فهو خير له }.

إن لذة التطوع لا يعدلها لذة، فهي تغشى روح المتطوع وفؤاده، وتجعل سعادته مقرونة بعمله للخير، وبذله الجهد والمال في أوجه البر، وإحسانه إلى إخوانه، فلا ينتظر مقابلا منهم، سواء أكان مقابلا ماديا أو معنويا، متمثلا قول بارئه : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا }.