بقلم... إيمان الحازمي

اهتمي بنفسك فقط، اعتني بنفسك أولًا، اهتمي بنفسك لا أحد يستحق أن ترهقي نفسك لأجله، لا تهتمي لأحد لاتبالي…. الخخخ

كثرت هذه النصائح في وسائل التواصل الاجتماعي، السناب والواتس وتويتر، وغيرها 

وعند من ليس لديهم شعور بالمسؤولية ولا اهتمام لديهم بأحد.

حديثي هنا ليس اعتراضًا على هذه النصيحة بل أشكرهم( نصيحة جميلة) ولكني أريد أن أعقب عليها أو استثني منها.

إننا في عالم الحقيقة والواقع نجد أن من لديهم مسؤوليات سيقدمونها بإخلاص وحب ويرون أنها من أسعد وألذ ما سيقدمونه لأنفسهم.

فهم إن كانوا آباء وأمهات سيعتنون بأبنائهم كثيرًا وسيحبونهم أكثر وأكثر، وإن كانوا أطباء سيعتنون بمرضاهم جيدًا، وسيسهرون لراحتهم، ويبذلون قصارى جهدهم لتحيا أرواحهم، وتشفى أوجاعهم، ونراهم بأعيننا ينفقون أوقاتهم وأموالهم وصحتهم من أجل أن يروا مرضاهم بخير، وإن كانوا معلمين فهم مثل ذلك سيقدمون مصالح الجيل الناشئ سيأخذون بأيديهم وسيفتحون مداركهم ليبصروا النور، سيعلمون أطفالًا ومراهقين وشباب وبنات، سيصبرون كثيرًا، سيكظمون الغيظ مرارًا وتكرارًا، ويذرفون دموعًا من ألم لا يراها أحد. 

وهكذا كل إنسان مخلص صاحب مسؤولية ورعية يراعي الله فيها سيبذل كل ما بوسعه ليرعاها حق رعايتها، بل ويراها جزءًا من عنايته بنفسه، سيقول الأب المعطاء والأم المعطاءة لفلذات أكبادهم بذلنا عمرنا لكم ياروح أرواحنا.

سيقول الطبيب لكل مريض عنده يعاني الألم شفاءك يعني عافيتي، وابتسامتك تعني سعادتي، وراحتي أن أراك بخير ياعزيزي. 

 سيقول المعلم لطلابه نجاحكم هو نجاحي حققوا أحلامي بكم وبرؤيتكم نجومًا في سماء الحياة أطباء ومهندسين وجنود ومعلمين وعلماء و روادًا للعالم وأياد بناءة وعقولًا عظيمة تبني المستقبل تحمي الوطن ولأراكم نورًا يبلغُ الآفاق. 

وسأعقب أخيرًا لمن بدأ يعتنق فكرة لا يهمني أحد ولا يعنيني أحد 

مهلاً توقف وأبصر الحقيقة! 

فآباؤنا وأمهاتنا يهمنا أمرهم وكذلك الأسرة و الأصدقاء وزملاء العمل يعنينا أمرهم  

وآراء العملاء تهمنا كثيرًا لأننا نريد أن نقدم لهم خدمة أفضل، وهكذا نحن منهم وهم منا. 

ولتعلم أيضًا أنه عندما لا يهمك أحد ولايعنيك شأن أحد ستعيش وحيدًا ستنغلق تمامًا على نفسك، ستكون بعيدًا كل البعد عن الانفتاح.

والملاحظ دائمًا لدى الجميع أن الذين يقولون لا نهتم لأحد نجدهم يدّعون الانفتاح وأنهم مقبلون على كل شيء وسيفعلون كل ما يريدون وسينالون كل ما يشتهون ولن يردهم أحد عن ذلك وهم في الحقيقة قد انغلقوا على ذواتهم في حوصلة ضيقة جدًا و لا أحد يدري عنهم أبدًا؛ لأنهم اختاروا لأنفسهم ذلك الطريق فكانوا أكثر الناس انقطاعًا واستقطاعًا فمن لا يعنى بشأن أحد لا أحد سيعنى بشأنه.