بقلم... أمل جلال

حينما كُنتُ فتاة مراهقة يُحضر لها والدُها ما تُريدُ في الأعيادِ وطِوالَ العامِ، بين قسوتِهِ ولِينهِ، كنتُ ألجأُ دومًا للخيالِ في الفارسِ الَّذِي سيُحققُّ لي أضعافَ ما أرجو، حتَّى جاءَ اليومَ الَّذِي تزوجتُ فيه.. كنتُ أتمنَّى يومًا أن أتزوَّجُ رجلًا تتجلى فيه معاني الرجولة ؛ لكن للأسف لم يُقدِّر اللهُ لي ذلك .
لا أعلمُ كيف عِشتُ وكم عانيْتُ،كلُّ ما أعلمهُ أنَّنِي صارعتُ قساوةَ الحياةِ مرارًا وتكرارًا، جلدْتُ الفقرَ جلدًا مبرحًا حتَّى لا يطرقُ بابِي كنتُ امرأةً خَاضَتْ غمارَ المعاركِ ما بين عِفَّة ًوغزل، كنت امرأة بألفِ رجلِ
وقفتْ حائرةً !! هل أنتقي وأبحث أمْ أكتفي وأنهضُ لتربيةِ أبنائي؟ لا أُخفِيكم .. كان العبءُ ثقيلا جدا، فقمتُ بمغامرةٍ جريئةٍ جعلتني أقف بوجه الحياة، لبناء مستقبل زاهر .

وكنتُ أظنُّ أنَّني وجدتُ الرَّجلَ الَّذِي أريدُ، فمِتُّ مئِات المرَّات ودَّقَّتِ الخيبةُ أجراسها في أُذُنِ الثَّقةِ، أخذتْ الآلامُ والحسراتُ تطوفُ حولَ مِعْصَمِي وصرتُ أنثى مكبَّلةً بالدِّيونِ، لِذا أنا اليومَ أتحتمل مرارة الأيام بمفردي لتستقيم الحياة .
عذرًا يا سادة حينما تُقلَبُ الموازين نحنُ بحاجةٍ لكثيرٍ من الجنونِ لتستمر الحياة.. زوجةٌ بألف رجل .