بقلم.... أ/عبدﷲ مطر العنزي

(حيثما تنتهي العزلة يبدأ السوق ، وحيثما يبدأ السوق يبدأ ضجيج الممثلين الكبار وطنين الذباب السام ) نيتشه

 

التعليم والصحة هما السلطة في بلادي وطن الإنسانية ومهد الإسلام ومحط أنظار العالم قلبا ورؤية ومبدأ وموقفا ، فإذا كانت حجة السلطة قوية كان الأداء قويا فقوة الفعل من الفاعل فنحن تحت شمس الفكر نرى التحول الوطني نحو بناء مجتمع ناهض وحضاري يحترم ويقدر ويبني وينهض بالتعليم والصحة لصالح المواطن و لدعم هوية ومكانة المملكة العربية السعودية .إن التحول الوطني شكل في الاستدلال لما بعد كورونا

يتم في نطاقه صدق موقف سلطة يشهد لها بالكفاءة في المجال الذي يتنزل فيه ذلك الموقف فتبطل قوتها كل إمكانية للمجادلة والاعتراض فلا يبقى أمام القارئ والمستمع أو الخصم سوى الاقتناع بصواب الحكم المقدم فسلطة الدولة لا تنحصر في التعليم والصحة فقط بل تشمل كل المجالات دينية كانت أو سياسية علمية أو اقتصادية وما يهمني هنا التعليم فهو الباب الرئيس والعنوان الشامل لنهضة الوطن هنا تحت شمس الفكر هذا السؤال: 

كيف يكون التعليم بعد العزل الكوروني ؟؟. 

علينا جميعا أن نعمل على  

بناء فلسفة المناهج وسياساتها، وأهدافها، وسبل تطويرها، وآلية تفعيلها، وربط ذلك ببرامج إعداد المعلم وتطويره لارتقاء بطرق التدريس التي تجعل المتعلم هو المحور وليس المعلم، والتركيز على بناء المهارات وصقل المواهب وزرع الثقة الشخصية للطالب وبناء روح الإبداع لذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير فرص التعليم قبل الابتدائي والتوسع فيه، وتوفير الحضانات ورياض الأطفال بتفعيل ارتباطها مع منظومة التعليم.  

في ظل هذه الرؤية للتطوير يجب علينا أن ننظر بعين الاعتبار في سبل هذا التطوير في الإدارات التعليمية باعتبارها الرافعة الحقيقية وعين الحارس للأمن الوطني للتعليم ويكون هذا بإعادة مفهوم صياغة المدرسة كمؤسسة تعليمية وتربوية تصقل المواهب لتنتج جيلا من الناضجين الطموحين المقبلين على الحياة بروح التحدي والمنافسة وحب العمل والانتاج. إن التأكيد على الانضباط في النظام التعليمي، والجدية في الممارسة التعليمية، وتفعيل الأنشطة وحضور الملتقيات والفعاليات. وإعادة هيكلة قطاع التعليم ، وصياغة القوانين والقواعد التنفيذية التي تحكم تطوير المناهج والتحاق المعلمين بالسلك التعليمي ، وتنظيم عملية الاشراف التربوي، مع رفع فاعلية التطوير والتدريب المهني بشكل مستمر لرفع كفاءة الأداء التشغيلي، وتقليل التكلفة المهدرة، والاستفادة القصوى من إمكانات الموارد البشرية والتجهيزات والمباني. 

لتشمل التحول الوطني في تحسين وتطوير البيئة الإدارية في الوزارة وإدارات التعليم ، باعتماد التوجه الإداري غير المركزي وإعطاء الصلاحيات للإدارات والمدارس بما يخدم المنظومة التعليمية. بما يكفل جدية العمل والانضباط في النظام التعليمي، لتحقيق العدالة الاجتماعية ، ورفع كفاءة الأداء، وتفعيل التقنيات الحديثة المساندة في منظومة العمل التعليمي. ليأتي دور المركز الوطني للتعليم الإلكتروني لتوثيق تجربة التعلم (عن بعد )بعد أن أغلقت 100 دولة مدارسها وجامعاتها خوفا من انتشار وباء كورونا وجلس مليار ونصف مليار طالب في منازلهم بدون تعليم ، من هذا المنطلق الفكري تكون قضية التعليم قضية أمنية وسياسية ومجتمعية لمحاربة الجهل والتخلف فالمتطرفون بارعون في استقلال المظالم السياسية ولكن التربة التي يغرسون فيها بذور الكراهية يرويها وتغذيها الجهل ، وهذا ما جعلني أفكر في التعليم باعتباره قضية أمنية كبرى علينا أن نطلق منصات إلكترونية تستهدف الطلاب من 12 إلى 18 سنة في حوار شامل مع طلاب العالم من خلال موقع آمن تحت عين الدولة يتفاعلون ويتكلمون ويتبادلون الفكر من داخل الغرف الفصلية الإلكترونية بمشاركة المعلمين المدربين على ذلك وإقامة معارض للفيديوهات التعليمية والمواد الدراسية ليكون المجتمع المدني والجمعيات الخيرية شريك وفاعل مع جهود الدولة الرشيدة التي تركز على نتائج توجّه العالم نحو مفهوم «التعلم عن بعد» باستخدام التكنولوجيا الحديثة، والحلول التعليمية التي اتجهت إليها الدولة في المدارس والجامعات، في إجراء استباقي للحد من تفشي فيروس «كورونا » والحد من آثاره. إن الرسوم المستحقة للمدارس ومطوري البرامج ومقدمي المناهج الدراسية عبر الإنترنت، ستتغير كثيرًا ، خصوصًا في النظم التعليمية التي تدفع فيها الأسر الرسوم المدرسية، إذ تحتاج المدارس إلى مساحة أقل حين تستخدم أفواج الطلاب مرافق المدرسة بنظام التناوب. كما أن زيادة الاعتماد على أنظمة التعلم خارج الفصول الدراسية ستسهم في تعزيز مشاركة الطلاب وأسرهم في تصميم أدوات التعلم ومناهج التدريس، وستستفيد الشركات الناشئة في مجال تقنيات التعليم، نتيجةً لتوجه أعداد كبيرة من الطلاب إلى التعلم عبر الإنترنت.. وقد أعلنت منظمة «اليونسكو»، عبر موقعها الإلكتروني، عن مجموعة من الحلول التعليمية والمنصات التي تساعد الآباء والمعلمين والمدارس على تعليم الطلاب عن بعد وتوفير الرعاية الاجتماعية والتفاعل خلال فترة إغلاق المدارس. ومنحت منصات عالمية أخرى، مثل «كورسيرا»، الجامعات في الدول المتأثرة بالجائحة إمكانية استخدام محتوياتها مجانا ليقوم التعليم في المملكة بشكل عام إلى إعداد المواطنين بصورة أكثر ديناميكية وإنتاجية وإنسانية لمواجهة تحديات العصر. كما يهدف إلى إعداد الأفراد عقليًا وروحيًا وعاطفيًا وجسميًا إعدادًا قائمًا على الإيمان بالله وطاعته، وتحرص مناهج التعليم على تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات ليتحملوا المسؤولية والقدرة على المساهمة في عملية التنمية الوطنية لتحقيق وضع صناعي جديد، ولتحقيق وحدة ورخاء الأسرة والمجتمع والوطن العظيم مملكة الخير

لحظة نور :

• دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية. وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة

• بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا وموردا إضافيا لبلادنا. وهذا هو عامل نجاحنا الثاني”

• ثروتنا الأولى التي لا تعادلها ثروة مهما بلغت: شعب طموح، معظمه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها بعون الله”

• بسواعد أبنائها قامت هذه الدولة في ظروف بالغة الصعوبة، عندما وحدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه.

محمد بن سلمان بن عبد العزيز  

ولي عهد المملكة العربية السعودية.