بقلم... د/ أحمد محمد ناصر المدير

لقد سبق للكلام عن غرض المدح في الشعر السعودي بالذات من هو خير مني ومنك في مجال الأدب بأسلوب أكاديمي وبحث على أسس علمية عن الشعر وأغراضه في العصر الحديث وقام بالدراسة لأدب وأدباء المملكة العربية السعودية 

الدكتور بجامعة الطائف د / حمد القحطاني. في كتابه المشهور (المديح في الشعر السعودي المعاصر دراسة وموضوعية فنية) كم أتمنى من الأخ الذي قسَّم المثقفين في مقاله وأخرج الشعراء ومن نوثق لهم عن كونهم أدباء مثقفين لمصطلح منبوذ لا تتقبله النفوس مؤيدا لمن يدندن حاقدا أو حاسدا أو مريبا. ستجد يقينا ما يروي رمقك ويغير نظرتك الجائرة لعلك تمتلك شجاعة الاعتذار إن كنت هفوت بدون قصد 

إن كلمة مطبلين لربما أثارت لدى الرد لأسباب منها إيماني القاطع أن ما يُنشر بالملتقى من قصائد وطنية لشعراء هم أكثر صدقا في وطنيتهم وولائهم بعيدا عن التطبيل والهبات التي لربما يتخيل صاحبنا أنهم يلهثون للهبات لا والله والذي أوجد الوجود الواحد المعبود إنما مشاعر صادقة لشعراء يرسمون بالقافية أعظم الملاحم مواكبين الأحداث وإن بعضهم قد جمع بين الحسنيين كونه مرابطا على الثغور لحماية البلاد والعباد أرض الله الطاهرة المقدسة و لديه ملكة الكلمة يقتاد القافية بزمامها لكل ما فيه خير لأنفسهم ومجتمعاتهم وأوطانهم لله درهم من رجال في كل الميادين يذبُّون عن الوطن من كل الثغور عسكريا وثقافيا والله وجدت فيهم من يتفوق على أساتذه مثلك في علم العروض إذا تكلم عن المبنى والمعنى للقافية والكلمة 

وليرجع أخونا لصفحات كتب التاريخ العربي سيجد على متنها ما يِخالف نظرته الممقوتة المثبطة للعزيمة لا. يخلو عصر من العصور العربية إلا وفيهم شعراء يمدحون بوازع العظام للعظماء والصدق والإخلاص والوفاء وقد ارتقى الشعر في الجزيرة العربية فكان مصدرا للبلاغة والتاريخ مسجل الأحداث والوقائع تتناقله الأجيال منذُ العصر الجاهلي وصدر الإسلام زمن الحبيب محمد عليه الصلاة و السلام قدوتنا وولي الأمر الذي لا ينطق عن الهوى في زمانه مدحه المادحون. ذكرا لصفاته الحميدة وأخلاقه المزكاة من رب العالمين ومعجزاته وحياته في نصرة الدين وإعلاء كلمة الدين لا إله إلا الله محمد رسول الله. 

*ولو تأمل أخونا فقط الحوادث الجارية في البلدان العربية في وقتنا المعاصر الآن من تدمير وشتات وحروب في المجتمعات ونفراط للأنظمة وهلاك الإنسان والمكان لزاد إيمانه بأغراض الشعر ومنه مدح الإنسان والمكان والفكر والتوجه الصحيح السليم .خصوصا غرض المدح فإن سألتني لماذا؟؟ لما في ذلك من أهداف عظيمة يجسدها أولئك الرجال والشعب الكريم الالتفاف والوحدة المحمودة بين القادة والشعب صفا واحدا على قلب رجل واحد وها نحن نعيشها أمنا وأمانا وسعة رزق ورخاء نردد سمعا وطاعة عن إيمان جازم نحسد على هذا الوطن الغالي ورب محمد. 

ولقد بين الدكتور القحطاني وفسر وحلل له الأدباء الكبار في كتابه المشار إليه أجمعوا أنه بين في كتابه أن الشعر كان عضادة للدعوة إلى التوحيد الذي تأسس هذا الكيان على أساسها منذُ بعثة الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام ليومنا هذا لم يكونوا مطبلين كما عبر أخونا بهذا اللفظ إنما كان مديحهم يخدم الدين أولا ويمجد راية الحق لا إله إلا الله محمد رسول الله مقويا روابط الأخوة بين المسلمين لذا لربما كان أغلبهم يمدح بوازع ديني وولاء لوطنيتهم الصادقة ووفاء لبلادهم الطاهرة ولمن لهم بيعة في الأعناق وستبقى ويبقى الولاء للوطن الغالي خير منهج تربى ويتربى عليه الأجيال مع تداخل الزمن وسيبقى مادامت الأرض أرض والسماء سماء والله باريها ومجريها……. وللكلام بقية