بقلم... حَمديا أحمد

أكتب،أغني،أقرأ وبين ذاك وذاك ..

‏أماطل في الوقت و أفعل كل الأشياء حتى أتجاهل أحاسيسي المَرضِية..و أفكاري المشتتة 

أتعايش مع كل تجربة رغم كل ألمّ 

أدى إلى وحدتي ،وبحذر

وبشكلٍ يفوق قدرتي..أتخطى الأمر

إلى أن أصل إلى مرحلةٍ كبيرة من التعب ,

أذهب إلى سريري،

وقبل ذلك أتفقد إن كان أحدٌ ما خلفي ،

لأخلع ظلي في ثانيةٍ و أسير وحدي مثقلًا 

مثل روحٍ تركت جثتها الهامدة

 ملقاة على جزيرة لا يزورها أحد ..

أُوصد الأبواب بقلق مثل سجن بلا حرّاس

وحتى لا يتناثر مني ما بقي من الأشياء

 أغلق النوافذ التي يتسرب من خلالها ضوء الاستغاثة ،يرتفع صوت العزلة داخلي و أعيش جزءًا من العمى ،فأفتح عيني رغم أنني في كل الحالات لست قادرًا على الرؤية ..

ولا أشعر بشيءٍ غير دوي قلبي الذي ينبض في صدري مثل صوت المطرقة 

وقبل أن يكسر كل الزجاج ويُكشف ألا مرئي

أتخلى عن جميع الناس لساعاتٍ طويلة ..

أعيش خوفي وحنيني في دقائق عشوائية تجرني أفكارها إلى نهرٍ يوصلني إلى قبر صديقي الذي لا زال في الذاكرة..

و أحاول أن أكون مستقيمًا دقيقًا مع ذاتي لوهلة

على سفينة القدر..

فأبتعد عن ذاتي ،إلى طريق يفصلني عما سيجعلني فوضوي ،من غير أن أعلم أنني أسيّر في نفس الوجهة ..

أغير مجدافي و أسلك عقيدة النسيان حتى لا أكون واضحًا أمام حتفي..

و أقرر النوم غالبًا لأعيش جزءًا من فقدان الذاكرة..

فأجدني مرميًا على الوسادة بلا مفرّ 

غارقًا في الأرق ..أقاتل شفافيتي أمام فراغي 

 فأصطدم بالحقيقة التي واجهتني 

عند أول منعطف مثل قدرٍ محتوم,أضم وشاحي غاضبًا منطويًا أمام كلماتي 

حاملًا في أعلى كتفي الصغيرين ثورة الحياة ..

و أنا أدسّ دموعي في منديلي الوحيد

 والتي رافقتني بصمتٍ طوال الرحلةِ..

و مثل القدرة على العودة من طرق ملتوية ..مغلقة 

 قد تصنع أمل جديد ..

أخطط للسير إلى وجهةٍ جديدة 

تتبنى القدرة على أي ترميم 

وتهون قليلًا عن عبء التنهيدة 

 فتصطف الخيبة 

أمام وعورة الاحتمال ..

 أين المفر الآن؟ فقدت أبوابي و نوافذي و ألقيت جميع مفاتيحي في لحظةِ وداعٍ  

بعد أن أغلقت على نفسي مايسمى

_ألا حياة _..

 ابتلعت الكثير من الكلمات لأخفف من حدة الألم 

و أثر ذلك..أكملت فراغاتها المفقودة وكونت قصائدي حينما رأيت أنني كبرت فجأة .

وضعت حبل اعترافاتي أمامي متأملاً صلابة التابوت بجانبي.. 

الذي سبقني مستلقيًا منتحرًا

ومسودة الورقة التي كتبتها حدادًا،

على أرضٍ لاتحتمل كل هذا السقوط ..

وقفت تحت سقف السماء فاردًا ذراعيّ 

متعبًا عاريًا مكشوفًا

في وجه الهزيمة ..

وأمامي لافتة تدل الطريق ..

 قدماها مقيدة ..تحاول أن تحرر نفسها 

 لتخبرني أنني قريب جدًا من الموت !

و أنني مرةٌ أخرى أمام فناء المقبرة ..