ماهر عبد الوهاب

ترتبط الجبال بروح المغامرات، والتي غالباً ما تكون موقعاً مثاليًا للسائحين الباحثين عن الدمج بين متعتيّ السياحة والرياضة في آن واحد، وتعد جغرافية المملكة المترامي الأطراف، والغنية بتضاريسها المختلفة، وتحظى بجبال مختلفة الارتفاعات، ما يكسب طبيعتها ثراء وغموضا ومتعة، وهو أيضا ما يبحث عنه عشاق “سياحة المغامرات” عالميًا.

فإذا كانت جبال إيفريست وكليمنجارو والإنديز وغيرها تستقطب آلاف السياح من شتى العالم من أجل ممارسة رياضة المشي الجبلي “الهايكنج”، فإن جبال عسير بمناظرها الخلابة، وتضاريسها الميزة، وأجوائها الساحرة، خاصة في الصيف، تستقطب أيضا آلاف السائحين على مدار العام، خاصة من عشاق هذه الرياضة، وهواة الرياضات والألعاب الأخرى الأكثر إثارة ومغامرة ومتعة، مثل الطيران الشراعي، الذي تمتاز به السودة، ليستمتع السابحين في فضاء تلك المنطقة بأروع الأجواء والمناظر الطبيعية الخاطفة بجمالها القلوب.

ومنذ أن أطلقت الهيئة السعودية للسياحة موسم صيف السعودية (تنفّس) أواخر يونيو الماضي، وكانت أبها تزهو ضمن قائمة الوجهات العشر التي حددتها الهيئة، معيدة بذلك شريان “الحياة السياحية”، من خلال تنشيط “سياحة المغامرات”، خاصة مع بدء توافد عُشاق رياضات الهايكنج والطيران الشراعي والمظلي، والقفز العمودي.

وتعد أبها على وجه الخصوص، ومنطقة عسير عمومًا من أفضل الأماكن لممارسة الرياضات الجبلية والمغامرات؛ لتمتعها بأجواء ساحرة وطبيعة خلابة، فمن ارتفاع أكثر من ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، يجد عشاق المغامرات ضالتهم لممارسة أنشطتهم المحببة، إضافة إلى زوار المنطقة والسائحين المهتمين بتلك الرياضات، حيث يمكنهم مشاهدتها عبر جبال “السودة”، الذي يضم أحد مواقع أندية الطيران الشراعي.

وتعد مغامرة “المقلاع” من الرياضات التي تحتاج إلى شروط خاصة قبل القيام بها، فهي تعتمد على فكرة الإقلاع في الهواء من علو أكثر من 50 متراً، ومن الألعاب المحببة للجمهور السياحي لعبة القفز العمودي، التي تتّخذ من أعالي الجبال موقعاً للانطلاق نحو سلسلة من المشاهدات المختلفة والبهية لسفوح جبال عسير المعروفة بطبيعتها ومناظرها الساحرة.

أما عشاق رياضة الهايكنج من ذوي اللياقة البدنية العالية، فيجدون في جبال عسير شروطهم للمتعة وممارسة هوايتهم المثيرة، يجوبون من خلالها جبال المنطقة ذات الارتفاعات الشاهقة، والطبيعة الخلابة، ويتذوقون طعم الكرم العسيري المضياف.

وفتح للعوائل والأفراد عمومًا، مسارات جبلية ممهدة بين الجبال بمسافات قليلة، يمارسون فيها رياضة المشي، محاطين بالخضرة النضرة والطبيعة الساحرة.