بقلم.... عبد الهادي عبده القوزي

(يُرَى سِرُّهُ جَهْرًا)

غَرَامُكِ فِيْ الأَعْمَاقِ أَوْقَدَهَا جَمْرَا

فَيَعْصِرُنِيْ حَرْفًا ، وَيَسْكُبُنِيْ شِعْرًا فَيَبْعَثُنِيْ حُبًّا ، يُبِيْنُ مَلَامِحِيْ

إِنِ الحُبُّ إِلَّا مَا يُرَى سِرُّهُ جَهْرًا

أَزَاحَ سِتَارَ الشَّوْقِ عَنْ نَبْضِ خَافِقِيْ

لِيُسْمَعَ مَا بَيْنَ الضُّلُوعِ قَدِ اسْتَشْرَى

وَإِنَّيْ أَسِيْرٌ فِيْ هَوَاكِ وَطَائِعٌ 

فَمَا خُنْتُهُ يَوْمًا ، وَلَمْ أَعْصِهِ أَمْرًا 

وَمَنْ لَامَ قَلْبِيْ فِيْ هَوَاكِ عَذَرْتُهُ

فَلَوْ ذَاقَ خَمْرَ الحُبِّ ، مَا حَرَّمَ الخَمْرَا  

وَلَوْ كَانَ ذَا لُبٍّ لَمَا لَامَ غَيْرَهُ

فَمَنْ ذَا يَلُومُ الصَّبَّ إِنْ عَانَقَ البَدْرَا  ! 

وَحَذِّرَنِيْ مِنْ وَصْلِهِ كُلُّ عَاذِلٍ

وَلَمْ يَدْرِ جَهْلًا أَنَّ تَحْذِيْرَهُ أَغْرَى

وَمَا أَظْلَمَ الإِحْسَانَ فِيْ لَوْمِ عَاشِقٍ

فَمَا اللَّوْمُ يُجْدِيْ عَنْهُ نَفْعًا ، وَلَا ضَرَّا

أَيَا مَعْشَرَ العُشَّاقِ : إِنِّيْ أَنَا الَّذِيْ

سُحِرْتُ بِحُسْنِ البَدْرِ، مَنْ يُبْطِلُ السِّحْرَا  ! 

أَقُولُ لِمَنْ بِالحُبِّ مَا اهْتَزَّ قَلْبُهُ 

مَتَى اهْتَزَّ غُصْنٌ فِيْ الرُّبَى بَعْدُ مَا اخْضَرَّا

؟!