بقلم /محمد الهديب

يروي الأديب الامريكي (فرانك ستوكتون) عن قصة ملك ابتدع طريقة جديدة في معاقبة المتهمين وهي أن يقف متهم بجرمٍ ما أمام بابين مغلقين أحدهما خلفة فتاة جميلة والآخر نمر جائع وعليه الاختيار إن وقع اختياره على الفتاة فإنه يتزوجها ويصبح بريئا وإن أخطأ الباب فإنه يتوجب عليه مصارعة النمر الجائع نتيجة الخطيئة التي ارتكبها

ففي أحد الايام مر الملك في أروقة القصر ووجد ابنته تتحدث مع أحد العامة داخل القصر وتبين له أنها تحبه ويحبها بجنون فقرر معاقبته بذات الطريقة فأوقفه في الساحة أمام البابين والمشاهدين ينظرون إليه ولكن عينه ترمق حبيبته التي كانت تعرف أي البابين يمكث النمر خلفه أشارت إليه ناحية أحد البابين دون أن يشعر بهما أحد وهنا أخذ يفكر سريعا فهو متأكد للغاية من أنها تحبه وتريد له النجاة وبالتالى محال أن تكون قد أشارت له على باب يكون النمر خلفه.

لكن الأميرة إمرأة وبطبعها غيورة، فهل أشارت له على الباب الذي خلفه الفتاة الجميلة والتى يتوجب عليه حتما الزواج منها ؟

هل انتصرت المرأة الغيورة بداخلها أم انتصرت المرأة المُحبة؟

‏ هل يطيعها ويصدق إشارتها ؟ أم يقرر لوحده ويختار الباب الثاني؟

‏أخيرا قرر الشاب أن يفتح الباب الذي هى أشارت له أن يفتحه.

‏وهنا نجد ستوكتون “المؤلف” يقول “أنا آسف، لا أستطيع أن أتوقع النتيجة، ولا أعرف ما الذى خرج من الباب، الفتاة أم النمر؟”

وقف الكاتب هنا تاركا جدلا كبيرا وغضبا انتشر بين 

القراء بشكل كبير وتسببت فى فصال بين الجنسين واسع النطاق، الإناث يرون أن المرأة تضحي بطبعها وتفضل أن ينعم حبيبها فى أحضان فتاة أخرى ويظل يتمتع بالحياة على أن يموت وتفقده.

‏والرجال يرون أن هذا هو طبع المرأة، تفضل أن يمزق حبيبها نمر متوحش على أن يعيش مع امرأة أخرى غيرها.

‏لذا ما رأيك، هل أشارت الأميرة على الباب الذي خلفه الفتاة أم الباب الذي يقبع خلفة النمر ؟

لكل شخصٍ يفهم تركيبة النفس البشرية وكيفية تعاملها مع المعطيات حتما سيعرف كيف انتهت هذه القصة