بقلم... د/ نجوى محمد الصاوي

وسط زحمة عملي والمراجعين في العيادة الطبية، اتصلت على إحدى قريباتي وهي في حالة ذعر لأن طفلتها ذات الخمس سنوات تعاني من إرتفاع درجة الحرارة وقد تم الكشف عليها وأخذ مسحة فيروس كورونا من قبل الطبيب المعالج قبل يوم والحمد لله كانت النتيجه سلبية .

ومع ذلك كان واضح تلبكها في الحديث واضطرابها وخوفها وقلقها ونبرة الحزن في صوتها رغم سلبية النتيجة دارت في ذهني عدة تساؤلات!!!!؟

ماذا حصل لها حتى أصبحت متوترة بهذا الشكل ونبرة خوفها واضحة ؟

ذكرت الطبيب المعالج قام بدوره على أكمل وجه، وأعطى التعليمات بكل وضوح، ووصف المسكن، وكمادات الماء البارد للحرارة، وكيفية الوقاية من الفيروس وطريقة تعقيم الأدوات، وكيفية التعامل مع ابنتها بحيث لا ينتقل لها الفايروس في حال لو كانت مصابة. 

هل الطبيب غفل عن شيء أو سقطت إحدى التعليمات، مما زاد الخوف والذعر لديها؟

الطبيب مشكورًا قدم كافة الأجراءات المعتمدة لدى وزارة الصحة، لكن بالمقابل اعتقد أنه غفل عن جانب مهم وهو “الجانب النفسي” سواء للمصاب أو المخالطين فهم بحاجة ماسة للتهيئة النفسية .

هل في حال التوتر وعدم وجود التهيئة النفسية أضرار ؟

  ممكن أن يؤدي إلى صدمة نفسية ذات تأثير أشد بكثير من التأثير الجسدي لبعض الأشخاص لأن كل شخص له قدرته وتحمله في تقبل الصدمات .

ماذا قدمت وزارة الصحة في هذا الجانب ؟

 في ظل أزمة كورونا أثبتت وزارة الصحة بالتعاون مع اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، دعمها وتطورها في تقديم البرامج التوعوية للمواطنين والمقيمين لتجنب الآثار السلبية لإجراءات كورونا فقدمت العديد من المؤتمرات والدوارت في هذا الصدد واستهدفت المواطنين والفرق الطبية والحالات المصابة بالمرض. 

ماهو دور الأطباء في الجانب النفسي ؟

 نحنُ الأطباء لنا دور مهم جدًا في الدعم النفسي للمريض خلال فحصه و علاجه من الفايروس وحتى المخالطين له وكل شخص يختلف عن الآخر بقدرة استيعابه للمرض على حسب قدرته العقلية والصحية ودرجة وعية وعمره ومهم جدًا أن يتأكد الطبيب بأن المريض في حالة نفسية تمكنه من تقبل المرض والتعايش معه لأن الحالة النفسية هي نصف العلاج من الفايروس.

هل هناك دراسات تذكر أن العامل النفسي له أثر في المناعة ؟

 أثبتت دراسات عدة أن التوتر والقلق عاملان أساسيان في ضعف المناعة عند الإنسان، مما يجعل جسمه أكثر عرضة للأمراض، على عكس الحالة النفسية الإيجابية التي تعد نصف العلاج إذا لم تكن غالبيته ، وكل إنسان بحاجة إلى التفاؤل والأمل لافتًا إلى أن كل ما هو مطلوب منه أن يعيش متفائلا وعنده أمل ، هذه هي الطريقة التي يجب أن يعيش بها الإنسان لذلك .

طالما إلى الآن ومنظمة الصحة لم تعلن عن وجود علاج لهذا الوباء، لو تم تفعيل العيادات النفسية وجعلها من بروتوكولات الخطوات الأساسية لمواجهة كورونا؟

من وجهة نظري أرى أنه مهم جدًا تفعيل العيادات المتخصصة بالجانب النفسي من قبل طبيب نفسي يوفر في المركز الصحي أو المستشفى المعالج للمريض. 

كذلك أن يكون جزءًا من دور الطبيب المعالج بحيث ينصح المريض يبتعد عن الإشاعات من أجل أن يقاوم الفيروس لأن الخوف الزائد يجعله فريسه سهله للفيروس ليس فقط لفيروس كورونا بل لكل فيروسات العالم” ولو تعذر وجود المختص النفسي ممكن يكون عن طريقه الاتصال بالمصاب وعائلته من قبل المختصين في العيادات النفسية و تكون كجلسات سيكون لها أثرًا إيجابيًا باذن الله. 

مع الشكر والتقدير لجهود وزارة الصحة العظيم في مكافحة الوباء سائلين الله أن يحفظ هذه البلاد وكل بلاد المسلمين مو كل شر أنه ولي ذلك والقادر .