يحيى حكمي_متابعات

تسكن في جبل “العزة” بمحافظة الداير بني مالك شمال شرق منطقة جازان المزارعة جميلة سالم المالكي ذات الـ75 عاماً، وتمتلك بالقرب من منزلها ثمانية مدرجات مزروعة بأكثر من 300 شجرة للبن الخولاني، لتكون بذلك السيدة الوحيدة التي تمتلك مزرعة للبن في جبال منطقة جازان، تزرعها وترعاها وتتعهدها بنفسها منذ اللحظة الأولى لغرس شجرها، وإلى جني ثمارها وتجفيفها ثم قشرها وتحميصها.

تقول المزارعة جميلة المالكي: “زراعة البن عشقي وهوايتي منذ الصغر، تشربت حبه من جدتي لأمي، التي كانت تصطحبني كل صباح تخرج فيه لمدرجاتها الزراعية، حيث أجد في مزرعتي للبن التي بدأت العمل بها منذ ما يقارب 7 سنوات، نفسي، وصحتي، وشبابي، وأشعر بالمتعة والسعادة والنشاط وأنا أخرج إليها كل صباح، أحرث تربة الأرض، وأحركها، أزرع شتلات البن، وأسقيها بيدي”، مبيّنةً أنّها تملك ثمانية مدرجات مزروعة بــ(300) شجرة بن خولاني، (60) شجرة منها مثمرة، مشيرةً إلى أنّها تعمل باستمرار على التوسع في زراعة البن، بغرس المزيد من شتلاته وسقيها ورعايتها، كما تطمح لإيصال عدد شجر البن لـ(500) شجرة وأكثر.

وفي موسم شح الأمطار تتبع جميلة المالكي بعض الطرق التي تحافظ بها على الماء فوق سطح التربة، حيث تضع الحشائش وورق الموز اليابسة على سطح التربة وترشها بالماء؛ ما يبقي التربة ندية قرابة الـ3 أيام؛ بما يحقق الري لشجرة البن – بالذات الصغيرة منها – أطول وقت ممكن.

وعن إنتاج شجرها من ثمار البن قالت: “ينتج في العام حوالي 20 كيلوغراماً، أقوم بتسويقه للأقارب وأصدقاء الأسرة، وأطمح لزيادة الإنتاج وبيعه على نطاق واسع في المهرجانات ومحلات بيع البن”، مبيّنةً أنّ جني ثمار البن يحتاج مهارة وطريقة خاصة، مؤكدةً على أنّها تحرص على جنيه بنفسها، ووضعه في جراب مصنوع من الجلد ومُعد خصيصاً لذلك، حتى تضمن جنيه بالطريقة الصحيحة، تقوم بعدها بتجفيف ثمار البن بفناء منزلها أو على الأسطح، وتحب أن تحرسه من القرود والماشية والطيور بنفسها إلى أن يجف، ثم تقوم بتقشيره في المنزل أو لدى المحلات التي تُعنى بذلك، لافتةً إلى أنّ رائحة البن الزكية لحظة تحميصه إلى طحنه تكشف عن جودة البن الخولاني المزروع وإتقان عملية التحميص.

وللمزارعة جميلة المالكي خمس بنات شابات، أحببن عمل والدتهن في زراعة البن، ويساعدنها متى ما سمحت الظروف، ولا يخفين رغبتهن في إكمال مسيرتها، حيث يشعرهن ذلك بالسعادة، ويمنحهن الراحة، فيما تقول والدتهن: “أحب أن أكون ذات أثر في هذه الحياة، أحقق الفائدة، وأترك بعدي منجزاً تستفيد منه أسرتي ومجتمعي”.