ماهر عبد الوهاب

 
لاتزال بعض الأكلات الشعبية في محافظة وادي الدواسر ، تواجه التحدي وتحتفظ بمكانتها بين بعض الأسر خاصة في عيد الضحى المبارك ، رغم مزاحمة الأكلات والأطعمة الحديثة المختلفة لها ، ومنها مايعرف بــ ” الحم ” ، والذي ينتج من بقايا شحوم الأضحية عند عملية صناعة ” الودك ” وهو المادة الدهنية التي تخرج عند صهر تلك الشحوم حيث يستخدم كبديل للسمن والزيت ، وكإيدام في العقود الماضية ، حتى أن البعض منهم في ذلك الوقت كان يهتم بالشحم أكثر من اللحم خاصة في فصل الشتاء لقيمته الغذائية الغنية بالطاقة . 
ويتم إعداد ” الحم ” بإن تقوم الأسرة بتقطيع إلية الذبيحة وتذوبيها على النار ، ومن ثم إضافة البصل اليها في مراحل التذويب الأخيرة ، وكذلك البهارات لتحسين طعمها ورائحتها ، ثم يُصفى ويترك حتى يبرد ، فيتم تعبئة مستخلص الدهن في أواني ، وكذلك تبرد قطع الشحم ومن ثم تؤكل ، وتعمد بعض الأسر الى توفير جزء من اللحم مع بعض الشحوم من مختلف اجزاء الذبيحة ، أو تقطيع جزء من رجلها وصهره مع الشحم وتناوله .  
وكان في فترة مضت ليست بالقصيرة كما تروي إحدى المُسنات بالمحافظة ، تتبادل العوائل والجيران تلك الأكلة التي يسميها البعض ” محنوذ ” وتقول انه في زمان مضى كان الودك وآخرون يسمونه ” ذيوب ” يعمل من صهر دهون جميع الأنعام التي يُضحى بها سواء الأبل أو الماعز أو الغنم ، حيث يستفيدون من المستخلص ، وتؤكد ان اعداد الخبز والمعجنات الحديثة به أجمل وأنفع وأطعم من الزيوت الحديثة وأكثر فائدة صحية للجسم .