جازان _هند معافا

استقبل أهالي منطقة جازان شهر الخير بطريقة مختلفة فلرمضان عندهم ذكرياتٍ رائعة وجميلة خصوصاً لدى كبار السِن الذين عاصروا العادات والتقاليد الشعبية القديمة في ذلك الوقت من الزمن أي قبل أكثر من نصف قرن تقريباً. وكذا أهازيج الأطفال الجميلة التي يُرددونها في أمسيات هذا الشهر الفضيل وكذا الأكلات الشعبية التي لها نكهة خاصة ، وارتبطت برمضان ارتباطاً وثيقاً رُغم غزو الكثير من أنواع الأكلات الرمضانية الحديثة و المُعجنات والفطائر والعصائر المبردة التي لم يكن يعرفها الناس في ذلك الوقت من الزمان.

عندما نتحدث عن أنواع الوجبات الرمضانيةالشهيرة والقديمة في جازان ومحافظاتها نجد أن بعضها اندثر بفعل دخول المدينة الحديثة .

وهناك وسائل لإعداد الأكلات الرمضانية الشعبية الشهيرة منها (المغش)وهو عبارة عن إناء حجري اسطواني الشكل مصنوع من الفخار ويتم وضع اللحم والخُضار في وسطه ثم يوضع في (المنعا) أو التنور الفخاري لعدة ساعات ويقدم عادة على وجبة الإفطار أو السحور كلٌ حسب ذوقه وإمكانياته المتواضعة أيضاً حلوى المشبك الشعبية كانت تتوفر في كافة المنازل وتتربع موائد الإفطار ولا يستغني عنها الصائم الفقير والغني ويحبها الأطفال وتُطلبُ بشكل كبير ويحرصون على شرائها وحملها في زنابيل صغيرة مصنوعة من خزف النخيل المسمى «الطغي» ويتجولون بين المنازل والحارات مرددين الأهازيج الشعبية الجميلة كقولهم:

يا حنان – يا منان – ياذا

الجود والإحسان – واجعلنا من عتقاء شهر الصيام

وكقولهم في أهازيجهم البريئة

تفطروا يا صايمينا

برضى رب العالمينا

وبارمضان شك ملاعقك

يا رمضان والعيد لاحقك

وعندما يقترب حلول شهر رمضان تقوم الأُسر بتجديد منازلها بالطلاء وتغيير بعض الأثاث وكأنهم على موعد في استقبال زائر مهم حيث كانت العشة المصنوعة من القش هي مسكن الأسرة وكانت تزين بالأواني الملونة على جنباتها وعندما تهتز هذه الأواني بواسطة الهواء يصدُر عنها صوت موسيقي جميل. ويوجد داخل العشة مايُسمى «القعادة» وهي شبيهة بالسرير وبحلول رمضان تحرص النساء على طلائها باللونين الأكثر شهرة حينها «الأسود والأحمر». وتحرص المرأة الجازانية خلال شهر رمضان على تزويد مطبخها بالأواني الفخارية والحجرية مثل «المغش والبرمة والفناجين» وكانت تحرص أيضاً على وضع الماء في إناء فخاري «الجرة» ووظيفته التبريد لكي يشرب الصائمون ماء بارداً على وجبة الإفطار. 

وتُفضل كثير من الأسر تبخير الجرة ببخور «المستكة» لكي يتميز الماء بمذاق رائع وبرائحة زكية وتغطى الجرة بالقواقع ويتم شرب الماء بإناء خشبي يسمى الصحفة وتدهن بالقطران الأسود قبل استعمالها بأسبوع من ثم تعد للشرب. 

ولقد جرت العادة في رمضان على حرص الأهالي بتجهيز الملحة قبل رمضان بأسبوع. 

أما الأكلات الشعبية التي ارتبط تناولها خلال وجبة السحور فهو «المفالت» وهي أكلة شائعة منها الحلو ومنها الحامض، يتكون الحلو من عجين الذرة أو الدخن غير المخمر وحليب البقر الطازج والسمن البلدي والسكر..