الرياض

أوصى باحث سعودي بأخذ السبل والمنهجيات الكفيلة بنشر ثقافة القيادة العالمية لدى القيادات الأكاديمية في الجامعات السعودية وذلك اتساقاً مع الرؤية الوطنية 2030 لتحقيق تطلعاتها وذلك بوضع رؤية مقترحة لتطوير ممارسة مهارات القيادة العالمية لدى القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية اشتملت على منطلقات، ومبررات، وأسس ومبادئ، ومنهجية تطبيق الرؤية المقترحة، وضمانات لنجاح تطبيق الرؤية المقترحة، والجهات المسؤولة عن تنفيذها، وأخيراً نموذج للرؤية المقترحة،

وقدم ذلك الباحث ( خالد بن ماضي حكمي) من خلال أطروحة الدكتوراه بجامعة الملك خالد والتي جاءت بعنوان مهارات القيادة العالمية ومتطلباتها بالجامعات السّعودِيةِ في ضوءِ الخبراتِ الدولية “رؤية مقترحة”. حيث نوقشت بتاريخ وتم أجازتها والتوصية بطباعتها

هدفت الأطروحة: إلى تحديد درجة ممارسة القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية لمهارات القيادة العالمية، وتحديد درجة أهميتها، وتحديد متطلبات نجاح تطبيقها في أبعادها السبعة التي استنبطها الباحث من الخبرات الدولية ـوهي (إيجاد الثقافة والرؤية العالمية، والتخطيط الاستراتيجي العالمي، وتنمية الموارد البشرية العالمية، وبناء الهيكلة التنظيمية العالمية، وتعزيز التعلم العالمي، وإنشاء العمليات العالمية، وامتلاك العقلية العالمية).

واعتمد البحث على المنهج الوصفي المسحي، وتكونت العينة من القيادات الأكاديمية، وأعضاء هيئة التدريس(الذكور، والإناث) في الجامعات السعودية الخمس التالية ( جامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد، وجامعة الملك خالد، وجامعة حائل)، وبلغ مجموع العينة الكلي(1310) منهم (1018) من الذكور، و(292) من الإناث، وبُنيت استبانة لجمع البيانات تكونت من ثلاثة محاور، المحور الأول لتحديد درجة ممارسة القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية لمهارات القيادة العالمية في أبعادها السبعة، ويحتوي على (49) فقرة، بواقع سبع عبارات لكل بُعد، والمحور الثاني لتحديد درجة أهمية مهارات القيادة العالمية لدى القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية، ويحتوي على ذات الأبعاد، والفقرات، والمحور الثالث لتحديد درجة الموافقة على متطلبات تطبيق مهارات القيادة العالمية لدى القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية، ويحتوي على (12) فقرة لقياس درجة الموافقة.

وقال الباحث د. خالد ماضي حكمي أنه كان من اللافت للنظر إظهار نتائج البحث أن القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية يمارسون القيادة العالمية وفق أبعادها السبعة بدرجة ضعيفة، وأن درجة أهمية مهارات القيادة العالمية لدى القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية جاءت مهمة جداً، وأنهم يوافقون على متطلبات تطبيق مهارات القيادة العالمية بدرجة كبيرة جداً.

وقد خرجت هذه الرسالة العلمية بعدد من التوصيات منها تطبيق هذه الرؤية المقترحة على الجامعات السعودية، إضافة إلى نشر ثقافة القيادة العالمية في الجامعات السعودية، والتحول التدريجي من الممارسات التقليدية، والمركزية لدى القيادات الأكاديمية بالجامعات السعودية إلى ممارسات عالمية في ضوء مهارات القيادة العالمية التي حددها البحث، ومنح الجامعات السعودية مزيداً من الاستقلالية حتى تتمكن من تعيين قياداتها، وتصميم هياكلها التنظيمية وفق نمط القيادة العالمية. ويرجو الباحث أن تفيد هذه التوصيات، في تطوير رؤية، واستراتيجية، وخطط الجهات ذات العلاقة، وعلى رأسها الجامعات السعودية، وإدارة التعاون الدولي بوزارة التعليم، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ومركز القيادات الأكاديمية في وزارة التعليم، وصناع القرار، والمخططين في وزارة التعليم، وعموم الباحثين.

وختم الباحث  بأن هذه الأطروحة جاءت استجابة لرؤية المملكة العربية السعودية (2030) التي نصت عليها في أحد وعودها الاسترشادية (الانتقال من المركز الخامس والعشرين في مؤشر التنافسية العالمية إلى أحد المراكز العشرة الاولى)، واستجابةً لرؤية السعودية 2030، والتي من أهدافها أن تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل ضمن أفضل 200 جامعة دولية، ولا يمكن أن تصل جامعاتنا السعودية لمصاف الجامعات العالمية الرائدة إلا في وجود قيادات أكاديمية تمارس أسلوب القيادة العالمية.