ماهر عبدالوهاب

كسر كشافة العالم يوم أمس حاجز الملياري ساعة عمل في خدمة المجتمع من خلال المشروع الكشفي العالمي “رسل السلام” ، عملوا فيها لتحسين استدامة كوكب الأرض من خلال تعزيز السلام ،ووضعهم هذا الإنجاز في منتصف الطريق نحو تحقيق مهمتهم الرامية الى أن يجعلوا أكبر مساهمة للشباب في العالم تبلغ 4 ملايين ساعة في خدمة المجتمع نحو أهداف التنمية المستدامة (SDGs) بحلول عام 2030. 
ويعـد مشروع رسل السلام الذي انطلق من المملكة في سبتمبر 2011م ، رغبة في أن يصبح ثلثا كشافة العالم البالغ عددهم أكثر من 54 مليون كشاف “رسلاً للسلام”، فاعلين وبمقدورهم تغيير العالم إلى ما هو أفضل، من خلال تقديم رسائل السلام إلى 200 مليون إنسان على الأقل في العالم، وهو أفضل مشروع شهد الاستمرارية والانتشار الواسع في كثير من دول العالم، منذ تأسست الكشافة عام 1907، على يد مؤسسها اللورد بادن باول. 
وجاء المشروع باتفاق بين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – وملك السويد الرئيس الفخري لصندوق التمويل الكشفي العالمي الملك كارل جوستاف، بالاعتراف بالكشافة “كرسل سلام”، حيث أطلقت المبادرة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” في 2011 ، بحضور ملك السويد، وتهدف المبادرة إلى إلهام الملايين من الكشافة الذين يقومون بأعمال مذهلة في مجتمعاتهم المحلية، وبالتالي تحفيز الآخرين على تنفيذ أي مشروع كشفي يسفر عن تغيير إيجابي في المجتمع، وقد دعمت المملكة حينها المشروع بأكثر من 37 مليون دولار. 
وأوضح نائب رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد أن الكشافة منذ ذلك الوقت التزمت بإلهام ثقافة السلام والحوار من خلال مبادرة رسل السلام الرائدة ومن خلال تشجيع ملايين الشباب على تنفيذ مشاريع بناء السلام في مجتمعاتهم ومن خلال تسجيل ساعات التطوع الخاصة بهم من خلال منصة الكشافة على الإنترنت ، وأنه منذ ذلك الحين ، نفذت الكشافة أكثر من 16 مليون مشروع وعمل محلي في جميع أنحاء العالم لدعم المجتمعات التي دمرتها الفيضانات والزلازل الطبيعية في هاييتي ، وقيادة جهود بناء السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، وتسهيل الحوارات في إندونيسيا ، والدعوة إلى المساواة بين الجنسين في المملكة العربية السعودية  
واشار الفهد إلى أنه في هذا العقد تركز العمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، التي تحتاج إلى تسريع الحلول التي يقودها المجتمع والشباب من أجل الاستدامة على مدى السنوات العشر المقبلة إذا أردنا وضع كوكبنا على طريق السلام والتنمية المستدامة، وأن مبادرة رسل السلام هي دليل على ما يمكن أن تفعله حركات الشباب ومنها الكشافة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة” ، حيث يشارك الشباب في اتخاذ إجراءات للقضاء على الفقر ، ومعالجة تغير المناخ ، والحد من عدم المساواة. 
وأكد نائب رئيس الجمعية أن الكشافة عملت على حشد الشباب حول العالم للعمل الجماعي لمعالجة بعض التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الأكثر إلحاحًا التي تؤثر على عالمنا ، الأمر الذي جعل العالم يعترف بالكشافة كقوة حيوية للعمل الإنساني والاستجابة للطوارئ، خلال جائحة COVID-19، حيث عمل مئات الآلاف من الكشافة حول العالم بطرق مختلفة لضمان سلامة مجتمعاتهم والاستجابة لاحتياجاتهم. 
وأفاد الفهد أنه منذ عام 2013 ، سجل الكشافة ملياري ساعة من خدمة المجتمع و 16 مليون مشروع ونشاط محلي من خلال الكشافة لمركز أهداف التنمية المستدامة ، حيث رصدتها والإبلاغ عنها 171 جمعية كشافة وطنية ، وعرضت على خريطة تفاعلية توضح كيفية عمل هذه الساعات و تضاف الإجراءات للمساهمة في كل هدف من أهداف التنمية المستدامة ، وأنه يتم دعم الإجراءات والمساهمات المحلية للحركة الكشفية تجاه أهداف التنمية المستدامة من خلال شبكة من الشركاء والجهات الراعية التي تشمل مؤسسة الكشافة العالمية وشبكتها من المانحين من القطاع الخاص ومؤسسة الوليد الخيرية ووكالات الأمم المتحدة ووكالات التنمية والحكومات ومن أهمها المملكة العربية السعودية ، مؤكداً مرة أخرى أن هناك شعور أكبر بالمسؤولية والإلحاح الآن أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ إجراءات ملموسة ودائمة للنهوض بأهداف التنمية المستدامة وانهم كحركة عالمية ، سيواصل 54 مليون كشاف العمل ، بشكل فردي وجماعي ، للوفاء بوعد عام 2030.