بوست_متابعات

عُينت نجوزي أوكونجو-إيويلا الخبيرة الاقتصادية النيجيرية أمس كأول امرأة وأول إفريقية مديرة لمنظمة التجارة العالمية، خلال اجتماع عام عقد لهذا الغرض.

وبحسب “الفرنسية”، قالت منظمة التجارة العالمية في بيان أمس، “إن أعضاء منظمة التجارة العالمية وافقوا للتو على تعيين الدكتورة نجوزي أوكونجو-إيويلا في منصب المديرة العامة”، وأضافت أن “وزيرة المالية النيجيرية السابقة وخبيرة البنك الدولي ستتولى منصبها في الأول من آذار (مارس) المقبل”.

ودعت المديرة الجديدة للمنظمة أمس إلى إعطاء دفع للمنظمة، عادّة أنه من “الضروري” أن تكون منظمة التجارة العالمية “قوية” للتعافي من وباء كوفيد – 19 وإنعاش الاقتصاد العالمي.

وقالت المديرة الجديدة في بيان “أن تكون منظمة التجارة العالمية قوية، لهو أمر ضروري إذا ما أردنا أن نتعافى سريعا وتماما من الدمار الذي تسببت فيه جائحة كوفيد – 19.. تواجه منظمتنا عدة تحديات لكن بالعمل معا، يمكن لنا بشكل جماعي أن نجعل منظمة الصحة العالمية أقوى، وأكثر مرونة، وأفضل تأقلما مع الواقع”.

بدوره، أكد مندوب الولايات المتحدة لدى منظمة التجارة العالمية أنه “حريص” على العمل مع النيجيرية نجوزي أوكونجو إيويلا.

وقال ديفيد بيسبي القائم بالأعمال في تعليقات أرسلتها البعثة الدبلوماسية الأمريكية في جنيف إلى “رويترز”، “الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل من كثب مع المدير العام أوكونجو إيويلا، وهي يمكنها أن تعول على الويات المتحدة لأن تكون شريكا بناء”.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عرقلت تعيين أوكونجو إيويلا في تشرين الأول (أكتوبر) بأن أيدت منافستها وزيرة التجارة الكورية الجنوبية.

وتد أوكونجو-إيويالا “66 عاما” التي تم تعيينها رسميا على رأس منظمة التجارة العالمية أمس، واحدة من أقوى النساء في نيجيريا.

وإضافة إلى كونها أول امرأة تترأس منظمة التجارة العالمية، فهي أيضا أول شخص من إفريقيا يتسلم هذا المنصب.

وكانت أوكونجو-إيويالا وزيرة للمال في دولتها مرتين ووزيرة للخارجية مدة شهرين، بحسب “الفرنسية”.

وقد باشرت مسيرتها المهنية في البنك الدولي عام 1982، حيث عملت مدة 25 عاما. في 2012 فشلت في تولي رئاسة هذه المؤسسة المالية أمام جيم يونج كيم الأمريكي من أصول كورية.

وقالت عدايات حسن مديرة “المركز من أجل الديمقراطية والتنمية” في أبوجا لـ”الفرنسية”، “أعتقد أنها قامت بعمل جيد سواء في نيجيريا أو في الدول الأخرى التي عملت فيها”.

ولدت أوكونجو-إيويالا التي غالبا ما تلقب بـ”دكتور نجوزي” عام 1954 في أوجواشي أوكوو في ولاية دلتا الفيدرالية “غرب نيجيريا”، وكان والدها زعيما تقليديا.

لكن المرشحة أمضت معظم حياتها في الولايات المتحدة، حيث درست في جامعتين مرموقتين هما معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا “ميت” وهارفرد.

ورغم أن قوانين منظمة التجارة العالمية لا تنص على تناوب جغرافي لمديرها العام، فقد ارتفعت الأصوات لتقول “إنه حان الوقت لتولي إفريقي أو إفريقية هذا المنصب”. وتعاقب على هذه المؤسسة منذ إنشائها في عام 1995 ستة رجال هم ثلاثة أوروبيين ونيوزيلندي وتايلاندي فضلا عن برازيلي.

لم يكن ترشيح هذه المرأة صاحبة المسيرة المهنية المثيرة للإعجاب بالإجماع.

وقالت سارة تشاييس مؤلفة كتاب ثيفز أوف ستايت “سارقو الدولة” الذي يتناول الفساد “الوزيرة، ربما تبنت بعض الإصلاحات بشأن الشفافية، لكن نحو مليار دولار كانت تختفي شهريا من خزائن الدولة عندما كانت وزيرة للمال”.

وأضافت هذه الكاتبة الأمريكية “هناك تعطش للقصص الإيجابية، وفي الوقت الذي تبرز فيه قضايا التنوع في النقاش العام، فإن كونها امرأة سوداء هو أمر لمصلحتها”، لكن بحسب رأيها “من العار أن يتم اختيارها حتى لهذا المنصب”.

ومع ذلك، لم تتم مقاضاة أوكونجو-إيويالا بتهمة نهب خزائن الدولة، رغم أن منتقديها يعتقدون أنه كان بإمكانها القيام بمزيد لمنع الاختلاس.

وقال أولانريواجو سوراجو من منظمة “هيومن آند انفارومنتل ديفالوبمنت أجندا” النيجيرية غير الحكومية “كان بإمكانها الاستقالة وكشف الفساد”.

وفي ردها على منتقديها بشأن افتقارها إلى الخبرة في مجال التجارة الدولية قالت نجوزي أوكونجو-إيويالا خلال ندوة افتراضية نظمها في تموز (يوليو) مركز الأبحاث البريطاني “تشاتم هاوس”، “لقد عملت طيلة حياتي على السياسات التجارية”.

وأوضحت أنه “قبل كل شيء”، يجب أن يتحلى رئيس منظمة التجارة العالمية بـ”الجرأة والشجاعة”، مقدرة أن الاختيار لا يمكن أن يتم فقط استنادا إلى المهارات التقنية.

وعينت أوكونجو-إيويالا في تموز (يوليو) مبعوثة خاصة للاتحاد الإفريقي في مكافحة الوباء في القارة، مهمتها حشد الدعم الدولي لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية التي تضرب الدول الإفريقية بشدة.

وبصفتها رئيسة منظمة التجارة العالمية، سيكون أمامها كثير لتقوم به، إذ يتعين على مديرها القادم التصدي للأزمة الاقتصادية، لكن أيضا أزمة الثقة في التعددية ومزايا تحرير التجارة العالمية، كل ذلك على خلفية الحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين العالميتين، الصين والولايات المتحدة.

وبالنسبة إليها، اشتد صعود سياسة الحماية والقومية في أنحاء العالم مع الأزمة، ويجب خفض الحواجز من أجل إنعاش الاقتصاد.

وكتبت في المجلة الأمريكية “فورين أفيرز” في نيسان (أبريل) الماضي “أحد طرق ضمان الإمداد الكافي للقاحات وتوزيعها العادل، هو إزالة بعض الحواجز التي فرضتها قوانين الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا”.