سعودي بوست - جازان

قاد حُبُّ البحر وشغفُ الصيد ، وإرثٌ حافظ عليه الأجداد .. كثيرًا من شباب جازان للارتباط بالبحر ، ليظلوا أوفياء لمهنة صيد الأسماك كجزءٍ من حياتهم اليومية ، مطورين لأساليب الصيد ومحافظين على ذكريات الآباء والأجداد .
ولسنوات مضت وثب الإنسان في جازان نحو الحياة .. نحو البحر فرسم طريقًا للكفاح على أمواج البحر ، ونقش في ذاكرة الأبناء المرافقين آنذاك دروسًا في الصبر ودروسًا في عشق البحر .. لاحقًا يكبر الأبناء وقد ارتبطوا بصداقات مع الأمواج ، وورثوا من النوخذة الأب أسرار البحر ، فيبقوا على ارتباط وثيق به .
وطور كثير من الشباب في جازان علاقتهم بالبحر رغم ارتباطاتهم الوظيفية ، وافسحوا للصيد مجالًا في حياتهم كهواية وشغف وذكريات أرادوا لها الاستمرار .
ويُعدّ فريق اتحاد سنارة جازان مثالًا لعلاقة أبناء جازان بالبحر وارتباطهم الوثيق به .. حيث يجمع بين أعضائه شغف البحر وحب الصيد الذي ورثوه عن آبائهم … ويروي مؤسس فريق اتحاد سنارة جازان حسن محمد عتال حكاية تأسيس الفريق الذي عززته روح الشباب الذين تعلموا طرق الصيد التقليدية من آبائهم وورثوا عنهم حب البحر ، ثم طوروا ذلك ليكون الصيد رياضة وترفيه ومهنة أحيانًا فخيرات البحر كثيرة .
يقول حسن عتال.. قبل خمس سنوات بدأت التفكير في تأسيس فريق يكون من مهامه الحفاظ على الصيد بالجلب ” السنارة ” ‏، فاخترت طرق الصيد الحديثة باستخدام معدات صيد متطورة كقصبة الصيد والطعم الاصطناعي ، وبدأت بمحاولات نشر طريقة الصيد الحديثة باستخدام “الكاستينج” .
وأضاف كنت أتجول على شواطئ جازان واقترب من كل شخص أشاهده يصيد وأشرح له ما بيدي من أدوات صيد حديثة وكيفية استخدامها حتى تعجبه الفكرة ، وبعد تجاوب الكثير من الشباب بدأت باستخدام وسائل التواصل فكانت مجموعة الواتساب هي الأسرع والأفضل وأنشأت قروب “اتحاد سنارة جازان” حتى أصبح يضم اليوم عددًا كبيرًا من الأعضاء يحملون تخصصات علمية ومهنية عالية ، جمعهم حب البحر ، فأصبح القروب منصة تعليم وتعلم مهارات الصيد ومعرفة أوقات المد والجزر ومواسم الصيد والثرواث البحرية المحلية ومسميات الأسماك وبقية الأحياء البحرية إلى جانب دوره في تحفيز الأعضاء للحفاظ على البيئة البحرية ، وتنظيم منافسات الكاستنج للصيد بين الأعضاء أمام مرتادي الشواطئ والمتنزهين مما أسهم في زيادة روح التنافس ومن ثم زيادة عدد المضافين للقروب من مختلف منطاق المملكة والوطن العربي ممن يعشقون رياضة الصيد بالسنارة .
وبين أنه تم بعد ذلك إنشاء فريق سنارة جازان للكاستينج يضم نخبة من أعضاء القروب لخوض المنافسات والمسابقات بهدف إحياء المنافسات والمسابقات البحرية على مدار العام في شواطئ جازان وخاصة في المهرجانات الشتوية لتواجد السياح والزوار فسنحت الفرصة للفريق في المشاركة في أندية الهواة بأندية الحي بجازان في فريق صيد السمك .
وأشار إلى البرنامج الذي حقق نجاحًا كبيرًا وهو برنامج تعليم المكفوفين للصيد بالكاستينج الذي نفذه فريق سنارة جازان بالتعاون مع جمعية الثريا الخيرية للمكفوفين بمنطقة جازان ، والذي يعد البرنامج الأول من نوعه على مستوى المملكة في تدريب المكفوفين على استخدام وسائل الصيد الفردية بالسنارة ، حيث امتد البرنامج لشهر كامل احتوى منهجًا خاصًا للصيد ، وتمت ترجمته إلى لغة برايل بالتعاون مع الجمعية ، وتم تنفيذ البرنامج بالتعاون مع مكتب الهيئة العامة للرياضة بجازان التي وفرت لنا مقرات التدريب والتعليم .
وأضاف مؤسس فريق سنارة جازان .. نجح البرنامج نجاحا كبيرا بفضل اللـــَّه وحصدنا ما كنا نطمح له وهو نقل الخبرات والتجارب الناجحة في الصيد لفئة غالية على الجميع هم فئة المكفوفين مشيرًا إلى أن الفريق بصدد إقامة دورات تدريبية لعدد من الجمعيات طلبت تنفيد برنامج تعليم الصيد بالكاستينج .
وكشف عن أمل الأعضاء في تأسيس جمعية متخصصة لتكون مظلة للأنشطة تحمل أهدافًا في تعزيز الشراكة المجتمعية وتوسيع دائرة الاهتمام بصيد السمك فضلا عن شموليتها لكافة الفعاليات والأنشطة البحرية وتنظيم مبادرات بيئية واجتماعية وشراكات مجتمعية لتعليم وتدريب أطفال وشباب جازان .