بقلم /أمل حسن جلال

قال العرب قديما حب من أول نظرة فسلام فكلام وعاش كل منهما الهيام ..

وغناها (عبادي) من بعد مزح ولعب صار حبك صحيح..

وقس على ذلك الكثير من علاقات الحب التي حدثت بعد لعب..

حينما كانت تلعب وهو يلعب لم يظن أحدهما أنه سيقع في مصيدة الحب وشباكها التي لا خلاص ولا نجاة منها …

كانا يقضيان الوقت هو يتسلى وهي لتنسى همومها وآلامها.

كان يلعب على أوتار قلبها ويعزف أجمل مقطوعة عشق.

كان خصما لها وشدَّه حرفها الخلاب ولباقتها في الحديث ثم صار يلعب أمامها بكل فن ليبهرها وكلما أوشك على الانتصار يدق قلبها مع كل حركة وكأنها مراهقة تبحث عن الأمان والسند والمتكأ أحبته من أول لعبة وأحبها من أول حرف.

أضافها لقائمة أصدقائه وبدأ الاهتمام حيث كانت تلك البداية ورباط الحب فالمرأة لا يجذبها ويبهرها سوى رجل يهتم بها ويسعى دؤوبا لإسعادها..

ثم ماذا؟! 

هما يعيشان حياتهما بكل رضا ولم يفكرا يوما بتغيير نمط حياتهما أو تبديل العشير لكن القدر حينما ينزل سوطه يجلد الماضي جلدا مبرحا غير مكترث للعواطف والنهايات فالله أمر وقضى أن يصبحا حبيبين هائمين يعشقا بعضهما بجنون ويتعلق كل منهما بالآخر تعلقا مخيفا. 

كلاهما يتعجب من سر ذلك التعلق في بضع أيام وجد كل منهما ضالته المفقودة بعد رحلة حياة شاقة هو ورع وهي تقية نقية وجدا صفاء قلب ورفيق درب..

بدأت الغيرة تدب بين جنباتها فهي لا تحتمل الإهمال وتشعر بأنانيتها في وجوده وكأنها تود أن تغلق عليه الأبواب وتؤصدها وتبعد عنه الأهل والأصحاب فيذوب بقلبها وينعم بالسلام والأمان.

هي تريده معها تريد أن تستعيد في كل مرة حبه من أول لعبة لذا تطلبه اللعب كل يوم تريد أن تشفى به وبحبه وهو يهمل ذلك الشعور وانقلب اللعب على اللاعب فلا استطاعا اللعب ولا البقاء في الحب ..

هي الحياة تأخذنا لشواطئ ثم تعيدنا لنفس المكان بشعور مختلف فتؤلمنا الذكريات والآن أصبحت تؤلمنا الألعاب..

فهل تقوم بحذف لعبة أم حذف شعور… انتبهوا أحبتي واحذروا خطر الألعاب..