ليلى الأمير

سلّطت اثنينية الحوار التي نظّمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، بمقره في الرياض، يوم الاثنين 15 محرم 1443هـ الموافق 23 أغسطس 2021م، الضوء على دور منظومة القيم في تحقيق الوحدة الوطنية، وذلك بحضور نائب الأمين العام للمركز سعادة الأستاذ/ إبراهيم بن زايد العسيري، ووفد من مركز تعارفوا للإرشاد الأسري، منهم الدكتور/ سعود المصيبيح رئيس مركز تعارفوا للإرشاد الأسري، والدكتورة نجوى الثقفي المدير التنفيذي لمركز تعارفوا للإرشاد الأسري، وكذلك الأستاذ/محمد الزهراني ومشعل العبد السلام وعايض الشهراني من مشرفي مركز تعارفوا، والدكتور/ ناصر المهيزع، عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، وكاتبة الرأي الدكتورة/ حسناء القنيعير.

وفي بداية اللقاء الذي أدارته الأستاذة/ حصة الشهري، مستشارة التدريب في التنمية البشرية ومستشارة الأعمال التطوعية والمسؤولية الاجتماعية، أكد المهيزع أن الهوية الوطنية تعد من أهم العوامل التي تساعد على بناء مجتمع متماسك وموحد بغض النظر عن الاختلافات فيما بينهم، موضحا أن الاختلاف لا يعني الخلاف، فنحن نتحاور لنتفاهم ونتعايش في وطن واحد تسوده الوحدة والتسامح والتلاحم.

وأوضح أن تعزيز الهوية الوطنية يمثل القوة الدافعة الكبرى في خطط التنمية الوطنية الطموحة، لافتا إلى الدور الكبير الذي تضطلع به الهوية الوطنية في تحقيق الاستقرار داخل المجتمع، حيث تعمل على توحيد جميع الأطياف المختلفة تحت قوانين وأنظمة ثابتة، وأن اتباعها والالتزام بها جزء من انتمائنا وهويتنا الوطنية، مبينا أن هذه الأنظمة تضمن الثقة بين أفراد المجتمع، حيث تحمينا من الآخرين وتحمي الآخرين منّا.

ولفت المهيزع إلى أن الوحدة الوطنية تعد إحدى أهم الدعائم التي يُبنى عليها الوطن، مبينا أن التعصب يعتبر من أبرز مهددات الوحدة الوطنية، مؤكدا على أهمية تعزيز مفهوم الولاء والانتماء الوطني لدى الناشئة والشباب، وغرس قيم المواطنة الصحيحة في نفوسهم، والابتعاد عن كل ما يؤجج الفرقة بين المواطنين، ويهدد وحدتهم ويؤثر سلباً على مفهوم الانتماء للوطن.

من جهتها، قالت القنيعير إن من أساسات الدين الإسلامي وركائزه الدعوة إلى التماسك والتعاون والتكافل والنهي عن التفكك والقَبَلية، وكل ما ينتج عنهما من الشقاق والخلاف والتفريق بين المجتمع، ومواجهة كل ما يؤثر في أمن الوطن ويزعزع استقراره، وبعدها سيصل المجتمع للوحدة الوطنية بمفهومها الشامل.

وأشارت إلى أن ما نشهده اليوم من انسجام بين أفراد المجتمع حققته عقيدة التوحيد وتعاليمها السمحة تحت القيادة الرشيدة رعاها الله التي تولي جل اهتمامها للوطن والموطن، مؤكدة على أهمية ترسيخ مبدأ الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، والحفاظ على مقدراته ومكتسباته، وكذلك غرس منظومة القيم الإيجابية التي تعزز روح الانتماء والولاء الوطني.

وأوضحت القنيعير أن من أهم القيم الوطنية الإخلاص، فعند إخلاص الفرد بعمله وعدم تفريطه في الأمانة وحفاظه على الممتلكات العامة يكون قد حقق المواطنة بشكلها المطلوب، مبينة أن المواطن ومن منطلق شعوره بالمسؤولية لوطنه عليه أن يكون سفيرًا له بالخارج، لافتة إلى ضرورة تعاون كافة مؤسسات والجهات المختلفة وتكاتفها للخروج بمشروع يخدم الوطن والمواطن.

وفي ختام اللقاء قام الوفد بزيارة إلى معرض الحوار التفاعلي واستمعوا لشرح مفصل عن مراحل الذكية ومحطاته ووسائله التفاعلية التي تعمل على نشر وترسيخ قيم الحوار .