بقلم / أ_ عبده بن حسن الجعفري

هناك بعض العلاقات مهما عثا فيها المفسدون يبقى بريقها وجوهرها لامعا في حنايا الروح رغم الضبابية التي سببها أولئك المفسدون، فالمعدن الأصيل لا تغيره حوادث الدهر ولا تقلبات الأيام.

الصداقة ليست مجرد كنز كما وصفها القدماء بل روحا تضم روحا في الخفاء إحساسا ومشاعرا وخوفا على كل ما تملك من مقومات الحياة والكرامة.

أستذكر في مقالي هذا ما أورده الطبراني في الكبير عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال (لا تؤذوني في صاحبي فإن الله بعثني بالهدى ودين الحق فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت ولولا أن الله سماه صاحبا لاتخذته خليلا ولكن أخوة الله ألا فسدوا كل خوخة إلا خوخة ابن أبي قحافة)..

وهذا النهج النبوي جاء ليربي النفوس على مكارم الصداقة الشريفة، فقد ضرب نبي الله صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في المحافظة على الصحبة الطيبة مع صحابته الكرام والذود عنهم في كل المجالس.

رسالة إلى ذلك القلب الأبيض الذي عُرفَ نقيا لا يخالطه شك ولا يشوبه سواد أثق تمام الثقة أن معدنك لا زال براقا وعينيك مهما حاولوا التشويش أمامها فعين الأصيل لا ترى سوى الحقيقة.

أما أولئك المرضى الذين يتصيدون نقاء العلاقات لتلويثها فأقول لكم “لا تؤذوني في صاحبي” .