ليلى محنشي

استقبل مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بمحافظة ظهران بالمنطقة الشرقية خلال يومي الثلاثاء والأربعاء أكثر من 40 ألف زائر؛ في فعاليات يوم التأسيس المتنوّعة، والتي ستستمر حتى يوم السبت الموافق 26 فبراير،حيث شارك العديد من الزوّار في “مسابقة أزياء التأسيس”، كما استقطب جناح “الخط العربي” العديد من المرتادين؛ للتّعرف على تاريخ الخط العربي وإتاحة الفرصة لهم لكتابة أسماءهم وما يجول بخاطرهم.
فيما وصف مدير المركز المكلف عبد الله الراشد إحياء يوم التأسيس في “إثراء”، بأنه تجسيد لمعاني الوفاء والعّزة لدولة مرّت بمراحل تاريخية على مد العصور، مضيفًا إلى أن ” إثراء”، يهدف إلى نشر الثقافة عبر البرامج المجتمعية؛ تجسيدًا لرسالته الرامية في بث الفعاليات وإحياء المناسبات الثقافية والوطنية كيوم تأسيس الممكلة، حيث نسير سويًا لنقف وقفة شموخ وعز لأن النجاح حليفنا والازدهار يسير في دربنا، وسيبقى يوم التأسيس يوم لإلهامنا نستنشق منه عبق الماضي لرفع راية المستقبل”.
وبين “العروض الشعبية” و”مسيرة الإبل” و”الأمسية الشعرية” و “حوار مع التاريخ”، وثنايا “مسابقة الأزياء”، تصدرت الأزياء النسائية والرجالية والأطفال بشتى أنواعها وأصنافها، مؤرخةً اللحظات الأولى لمسيرة البداية من تاريخ تأسيس المملكة، حيث رسمت مشهد تراثي يهدف للحفاظ على الهوية الوطنية التي ينبغي الاعتداد بها.

من أنحاء المملكة إلى بوابة “إثراء”
وعلى الرغم من المسافة التي تفصل بين مدينتي جدّة والظهران إلا أن العائلات قطعتها ؛ للمشاركة في سلسلة الفعاليات وتحديدًا “مسابقة أزياء التأسيس”، التي رسمت مشهدًا زاخرًا بين صفوف المرتادين، حيث وصفت ابتسام الحصيني (إحدى المشاركات في المسابقة) بأن الفعاليات تعكس صورة متكاملة لتاريخ المملكة، فلم تترك جانبًا إلا وتعمقت به سواء في الأزياء والعرضة والفلكلور الشعبي وتاريخ الإبل في الجزيرة العربية، إلى جانب تجارب ثقافية عدة نثرت تراث كل منطقة وكأنها تروي معالم التراث من ذاكرة الأجداد.
فيما تنتظر نورة الشهري (من المنطقة الغربية) دخولها إلى المساحة المخصصة للمسابقة، ووالدتها تصف مشهد فعاليات يوم التأسيس، بأنه منظومة تاريخية مفعمة بالأصالة تستمد قوتها من تاريخها العريق، وصولًا إلى وقتنا الحاضر الذي يشهد تسارع في وتيرة التنمية على كافة الأصعدة، عطفًا على ما تمر به المملكة من تطور تضاهي به الأمم.
ولم تقتصر جهة قدوم المشاركين من المنطقة الغربية، فهناك من هو قادم من جنوب المملكة ليجوب في أقسام “إثراء”، مبديًا دهشته فيما يراه، وهذا حال إبراهيم عطيف الذي قادته زيارته إلى المنطقة الشرقية، للتّعرف على فعاليات تعانق الماضي لتروي حكايات من المجد، موضحًا: “خلال مروري من أحد الشوارع التي يطل عليها ” إثراء”، شاهدت المبنى بصورة هندسية تنبض به عبارات وصور حول يوم التأسيس، ما اضطرني إلى تغيير وجهتي والذهاب لمعرفة ما يدور، وهنا كانت الحكاية”، فالخط العربي والأزياء والعرضة السعودية وغيرها من باقات جمالية، تخطف الأبصار وتغذي العقول.
أقسام “إثراء”،لم تخلو من الفعاليات التي تروي قصة التأسيس، فأعمدة هيكله الخارجي تزدان بكلمات وصور من عمق الحضارة ومسيرة البداية، فيما تحظى فعاليات أخرى باهتمام الزوّار فكلًا منهم يبحث عن ضالته؛ ليجدها وسط تنوع الثقافة السعودية وجذروها الراسخة.