مريم مباركي

يعد مركز شدن للإرشاد الأسري من المراكز الإرشادية التي تسعى إلى تعميق تماسك الأسرة والحفاظ على هويتها وقيمها وتحسين مستوى الحياة فيها بمختلف جوانبها، وبالتالي تعزيز دورها في عملية التنمية من خلال تطوير تفاعلها مع المؤسسات المجتمعية ذات الصلة بشؤون الأسرة على مستوى المملكة.

يشهد المركز حالياً تدشين مجموعة من المبادرات التي تعد ضمن برامج المسؤولية المجتمعية ومن ضمنها مبادرة سكنى لتأهيل المقبلين على الزواج والتي ستنفذ على مستوى المملكة , حيث تهدف المبادرة إلى تنمية قدرات المقبلين والمقبلات على الزواج بالمهارات الزواجية المؤدية إلى تحقيق الاستقرار الأسري بناءً على الحقيبة الوطنية لتدريب المقبلين والمقبلات على الزواج التي تم اعتمادها من وزارة الموارد والتنمية الاجتماعية حيث يتم التدريب عليها بواقع ثلاث إيام بمعدل خمسة عشر ساعة تدريبية وقد احتوت الحقيبة على ست وحدات رئيسية هي مراحل: تكوين الأسرة، الحقوق والواجبات الزوجية، الاتصال والتوافق في العلاقات الزوجية، التخطيط للأسرة والادخار المالي، إدارة الانسجام النفسي في الأسرة , دارة الصحة الزوجية. 

وقد أكدت المؤلفة والتربوية السعودية فاطمة الغامدي المؤسس والمشرف العام على مركز “شدن للإرشاد الأسري”، أنها تحركت لمواجهة التحدي الأهم في حياتها، بعد الأرقام والإحصاءات الصادمة التي كشفت تزايد تسجيل عدد صكوك الطلاق خلال العام الماضي، وفقاً لأرقام الهيئة العامة للإحصاء، بزيادة وصلت إلى 12.7% عن العام الذي سبقه، في مؤشر على فشل الكثير من العلاقات الزوجية بسبب عدم التدخل المباشر لرأب الصدع، ووضع علاج نفسي واجتماعي للزوجين، أو نتيجة عدم تأهيل الفتيات بشكل كاف قبل الزواج، مما يساعد على عمليات تفكك يدفع ثمنها الأطفال الصغار
وحيث يعـــد أمـــر الـــزواج مـــن أهـــم وأخطـــر الأمور الشـــرعية نتيجة لخطـــورة مـــا يترتب عليـــه مـــن آثار علـــى كلا الطرفين، الـــزوج والزوجـــة، وعلى جميـــع المحيطين بهم، وعلـــى المجتمـــع أيضاً، وكذلك خطورتـــه تظهر في أن الـــزواج هو الرافد الشـــرعي الوحيـــد لإخراج جيـــل من الأبناء الذيـــن يكونون امتدادا للأجيال الســـابقة فيمـــا بعد .

وحيث أن مركز شدن يحظى بإشراف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ويستهدف جميع أفراد الأسرة والمختصين، من خلال 6 أقسام رئيسية تشمل المشكلات الاجتماعية، الزوجية، النفسية والسلوكية، التربوية، الأسرية، وبرامج تأهيلية للمقبلين على الزواج، سعياَ إلى الريادة والتميز في برامج تعزيز القيم والهوية الوطنية الداعمة، حيث يعمل على تطوير المعارف والقدرات والمهارات من خلال البرامج الوقائية والإنمائية والعلاجية للأسرة، عن طريق استثمار الموارد البشرية ودعم الشراكات الفاعلة من خلال دعم وزارة العدل ومشاركة جميع مراكز الإرشاد الأسري والجمعيات الغير ربحية والتي سيكون لها أثر كبير في تحقيق أهداف المبادرة والعمل على الحد من ظاهرة الطلاق التي باتت أحد أهم مخاطر حياة الأسرة السعودية .

وأشارت إلى أن مركزها الذي جرى إطلاقه في قلب جدة، يواكب رؤية المملكة 2030، من خلال العمل على بناء أسري متماسك قادر على مواجهة التحديات ومواكبة المتغيرات، وقالت: نسعى إلى تقديم الاستشارات والبرامج التأهيلية والتثقيفية والعلاجية لجميع أفراد الأسرة والمختصين على يد خبراء متخصصين، ونركز على حل مشاكل المتزوجين، وتأهيل المقبلين على الزواج، بعد أن وصلت نسب الطلاق إلى أرقام قياسية في السنوات الماضية. 

ويمتلك المركز عدداَ من المبادرات ضمن المسؤولية المجتمعية التي تدعم استقرار الأسر منه مبادرة أمان وأنت كفو ومبادرة نحن نفهمك وأيضاً استراحة المشاعر وبرنامج قيادي للأطفال كما حصل مركز شدن لاحقاً على شرف الراعي العلمي لبرنامج مارثون القيادة في جائزة ملهم الذي سيقام على مستوى الدول العربية ودول أفريقيا في شهر أكتوبر 2022.