في الجلسة الرابعة من "قراءة النص19"

ماهر عبدالوهاب

اختتمت مساء اليوم جلسات اليوم الأول من ملتقى “قراءة النص19″، الذي ينظمه النادي الأدبي الثقافي بجدة، بالتعاون مع جامعة الأعمال والتكنولوجيا، تحت عنوان “الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة”، بالجلسة الرابعة التي أدارها حماد السالمي،

وشارك فيها الدكتور عبدالله الحيدري، بورقة تناولت “حضور الشعر في ندوة عبدالعزيز الرفاعي ومجلس أوراف الأدبي”، مبينًا أن مؤرخي الصالونات الثقافية في المملكة ينظرون إلى ندوة الأستاذ عبدالعزيز الرفاعي في مدينة الرياض على أنها أم الندوات وأهمها، وأن مجلس أوراف الأدبي يعد من أحدث الصالونات الثقافية، ودشنت فعالياته في عام 1442هـ/2020م، ويفصل بينهما مدة زمنية طويلة، وهي (60) سنة.. وعلى بعد المسافة الزمنية بين المنتديين يذهب الحيدري إلى القول بأنه ثمة خيوط تربط بين المجلسين تتمثل في الطابع الأدبي المحض تقريبًا هو الغالب على الندوتين أو المجلسين، وأن المؤسسين كلاهما من المشتغلين بالأدب والتأليف الأدبي، وكلاهما يكتب الشعر، وكلاهما يملك رصيدًا كبيرًا من العلاقات، وبخاصة مع الشعراء.

كذلك شهدت الجلسة الرابعة مشاركة الدكتورة رانية العرضاوي بورقة حول “محور الصالونات والحوار الثقافي والنقدي: الحوارات النقدية والثقافية”، مبينة في مستهلها أن الصالونات الثقافية تعد واحدا من المنابر الحوارية الفاعلة في تحقيق هذا الدور للحوار الثقافي والنقدي؛ وساهم في انتشارها الوجود الافتراضي لها في فترة جائحة كوفيد19 عبر التقنية المعاصرة المتداولة بوسم (عن بُعد)؛ مناقشة في ضوء ذلك فرضية إمكانية رسم خارطة معيارية للحوار النقدي والثقافي الناجح في الصالونات الثقافية الافتراضية؛ بهدف النهوض بجودتها وتفعيل دورها العميق في بناء الثقافة النقدية الراسخة.

وناقش الدكتور ياسر أحمد مرزوق موضوع “الحوار الثقافي والمجتمعي” متخذًا من “أسبوعية عبدالمحسن القحطاني الثقافية”، نموذجًا لذلك من خلال أجزاء كتاب الأسبوعية، مقررًا في البداية أن موضوع الحوار الثقافي في الآونة الأخيرة ظهر بشكل لافت وكان من أبرز الموضوعات المطروحة، بل لعله من أكثر الموضوعات الفكرية نقاشًا وتداولية بسبب ما اعترى العالم اليوم من صراعات ونزاعات على مستوى المعتقد والفكر واللغة، وغير ذلك، طارحًا من ثم عددًا من الأسئلة من أهمها: هل أسهم هذا الصالون في تعزيز ثقافة الحوار؟ وما آلياته في ذلك؟ وهل تحقق معه الوصول إلى ثقافة مجتمعية عامة؟ ماضيًا إلى الإجابة عليها في سياق ورقته.

وقدمت الباحثة علياء المبارك ورقة تناولت “الحراك الأدبي والنقدي للصالونات الثقافية في المملكة”، من خلال نموذج “الأحدية” في مدينة الأحساء، مشيرة إلى أن “الأحدية” تعد أنموذجًا للمجالس الأدبية في المملكة، حيث أسهمت في تقدم الحركة الأدبية والنقدية، ويتضح ذلك من خلال المحاضرات الأسبوعية التي كانت ترعاها وتتناول بالدراسة قضايا الشعر والسرد معا، ومن خلال الأمسيات التي تقام لإلقاء النصوص الشعرية والاستماع للنصوص النثرية، وما يدور في هذه المحاضرات والأمسيات وما يعقبها من حوارات ومداخلات وإضافات. لافتة إلى أن محاضرات الأحدية غلب عليها الاتجاه المحافظ، وأنها أسهمت في الارتقاء بمستوى الحاضرين إلى المستوى الأكاديمي ويبدو ذلك من خلال استخدام مصطلحات علمية أكاديمية؛ ومن خلال نقد بعض النصوص نقدًا أكاديميًا، يلتزم المنهج العلمي في البحث والتقصي والشواهد