بقلم /د.عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

ما أجمل أن تكتب عن الطيبين! فكل إنسان في هذه الحياة الدنيا يسعى إلى الحياة الطيبة، وهي مطلب أساسي، وحقيقي لكل من يريد الخير والسعادة في الدنيا، والأجر العظيم في الآخرة.

فالطيبون يتمتعون بنظافة القلب، وجمال الفكر، ورهف المشاعر، يسعد الناس بهم وبكلامهم، ويرتاح لهم الخاطر، ويُسرُّ لهم القلب، يتذكرون دائمًا عظم الخير فيما اختاره الله تعالى لهم، ويروِّضون النفس على تحمل الصعاب والرقي بها إلى أعلى درجات الطمأنينة والطموح، لا يتأثرون بأصدقاء السوء، ينأون بأنفسهم عن الآفات المهلكات، بإدراكهم أن الحياة قصيرة جدًا وما هي إلا لمحة وتزول؛ فهم يسعون دائمًا وأبدًا إلى تقوية ارتباطهم بالله العلي العظيم، فهم أكثر الناس بعدا عن ظلم الناس، ويسيرون بخطوات إيجابية ومُثلٍ عليا مع الآخرين، ويحرصون على توجيهها الوجهة الصحيحة وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ من أجل العيش، بعيدًا عن الازدواجية والأنانية وحب الشهرة؛ لتحقيق نتائج متميزة تشعرهم دائمًا بالفخر والاعتزاز والانتماء، وهذا الفخر والتميز ليس من فراغ، فهم يشعرون بعظم المسؤولية والأمانة، ويسعون لأدائها على خير وجه؛ فهم أصحاب شخصية وطنية بامتياز من الدرجة العالية، وعلو الهمة والعزيمة والإصرار لخدمة البلاد والعباد ابتغاء رضى رب العالمين.
والطيبون يؤمنون بقضاء الله تعالى وقدره، وأن الموت حق “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” وكلها مهمة للغاية تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة؛ لأنهم يجمعون بين الحكمة ورجاحة العقل والمنطق. امتلأت قلوبهم حبًا وصفاء؛ لكل الناس، فقد أكرمهم الله تعالى بسريرة طاهرة، ونفوس تخاف الخالق في السر والعلن، ووهبهم قلوبا سليمة ليس لها مثيل، وصدورًا منشرحة، وروحًا عالية لا تعرف الحقد والحسد والكراهية والغل، ويحبون صلة الرحم وزيارة الأقارب والأصدقاء والمرضى؛ ويقولون الكلام الطيب المبارك، ويقفون مع المحتاجين، ويبذلون جهودًا حثيثة لأجل رفعة الوطن وأبنائه، في ظل الرعاية الكريمة لحكومتنا الرشيدة -يرعاها الله تعالى- وتعاون مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والأفراد من أجل تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠م بإخلاص وجد ومتابعة مستمرة بإخاء وتعاون وود، ويقظون لرسالتهم وأهدافهم السامية ومهامهم الجسيمة. أولئك الذين يتركون للأجيال القادمة وفينا الأثر الكبير الجميل والطيب.