بقلم /الدكتور عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

 الإنسان السعيد في الحياة الدنيا والآخرة هو الذي يخاف الله تعالى في السر والعلن، بتطبيق أوامر ربه، ويتبع خطى حبيبه- عليه الصلاة والسلام- وتكمن السعادة هنا في قوة العلاقة والارتباط بالله العلي العظيم، فتعينه على مواجهة صعاب الحياة وتحدياتها، وتساعده لإنجازات كثيرة مشرِّفة، وتنعكس هذه العلاقة فتنشر السعادة في شتى مناحي حياته، فيخدم وطنه بحب، فتنصلح أعماله وتصرفاته، فهو لا يكذب، ولا يدعي الفهم والرشاد وحسن النوايا، بل هي صفات أصيلة فيه،

ففي أصله تجده باشًّا هاشًّا مبتسمًا في وجه كل من يقابله، وشعاره قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ) وقوله صلى الله عليه وسلم:( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)، كذلك يكون عطوفًا محبوبًا ومحترمًا ومقربًا من الجميع، بما يملك من صفات حسنة تميَّز بها، وعُرِفت عنه تفوح فخرًا في التفاعل والتفاني في العمل، ودليلًا واضحًا على الإخلاص والصفاء والوضوح والصبر والاحتساب في كل مكان وزمان ،فأصبح العمل الخيري والإنساني يسري في دمه لرضا رب العالمين ، فنال تلك السمعة الطيبة الحسنة ، والناس شهود الله تعالى في أرضه ؛ لذا عندما تكون حياتك سعيدة

 فهذا أجملُ شيء في حياتك الدنيا والآخرة، فقلبك سليم أبيض ، ولسانك رطب طيب مُبهج بذكر الله تعالى ، ووجهك باسم مُشرق، وعملك صالحٌ مُسعِد، تفعل الخير والعطاء، تصفو لك أيامك ويسعد قلبك، وينشرح صدرك ، وبعدها بإذن الله تعالى بعد الممات جنة عرضها السماوات والأرض مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ، وتلك عاجلة بشرى المؤمنين، قال الله تعالى لمن آمن وعمل صالحاً:( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسنِ ما كانوا يعملون ) . خاطرة :أيها القارئ الكريم، تأكد بأن السعادة وزعت في الدنيا وفي الآخرة، والشخصيات السعيدة في الدنيا تبني رصيدًا، ويتوقف على مدى السعادة الحقيقية، عندما يوفق للعمل الصالح في الحياة الدنيا مقابل العيش السعيد في الآخرة ،وتزرع فينا العبرةوالعطاء،و تبني جسور من الأمل، وتغرس في قلوبنا طعم الحياة الجميلة، وتدرك معنى الموت ومابعده؛ لتوقفنا عن طول الأمل ،والبعد عن الإساءة للناس ،و تملأ حياتنا بالفرح والسعادة والأمل بالله تعالى؛ لكسب الأجر والثواب من رب العالمين ،فتكون سعيد الدارين.