هند معافا

 

زراعة الصحراء تجربة طموحة .. حلم جديد يحول صحراء المملكة لواحة خضراء يتجه العالم إلى تبني وتعزيز حلول الاقتصاد الأخضر الناجحة لتلبية احتياجات الدول و تعد من أبرز التحديات التي تواجه العالم. وأكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ال سعود أن المملكة العربية السعودية، مستعدة للعمل مع اقتصادات العالم فيما يتعلق بمساعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030، وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات والتوصيات العاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره.
وضمن آمال وطموحات الشباب السعودي للمساهمة في توفير بيئة أفضل للأجيال الصاعدة، أطلق المهندس والمبتكر، يوسف بندقجي، والأستاذ وليد الشيخ، مبادرة جديدة تهدف لتحويل صحراء المملكة العربية السعودية إلى واحة خضراء؛ لمكافحة التغير المناخي والمساهمة في تعديل مناخ المملكة بزيادة نسبة الظل إلى 50%؛ ما يساعد على التوازن الطبيعي ومعالجة ندرة المياه بالمملكة.
ويهدف المهندس، يوسف بندقجي، والأستاذ وليد الشيخ، من خلال هذه المبادرة إلى تبادل الخبرات والتجارب في مجال الزراعة لضمان الاستدامة، وتجنب الوقوع في أخطاء الآخرين عن طريق نشر الوعي حول الزراعة الصحيحة في الصحراء، إضافة إلى طرق التشجير العلمية.
وشارك في المبادرة العديد من شباب الجموم، من خلال تنفيذ العديد من تجارب زراعة الصحراء، والتي جمعوا خلالها بذور النباتات البرية وتشتيلها والمحافظة على النادر منها وزراعتها في طبيعتها، باستخدام ابتكارات الري غير التقليدية.
وقال المهندس يوسف بندقجي، صاحب المبادرة، إن المبادرة تم إطلاقها الأسبوع الماضي ونطلب من أجل استمراريتها دعم هيئة المحميات الملكية والحياة الفطرية ووزارة البيئة والمياه والزراعة وهيئة الترفيه والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
زراعة الأشجار الصحراوية «السمر»
ونفذ فريق مجموعة مبادرة زراعة الصحراء بقيادة الأستاذ يوسف بندقجي والأستاذ وليد الشيخ صباح السبت الماضي، مبادرة غرس شتلات الأشجار الصحراوية “السمر”، بطرق غير تقليدية تهدف إلى التقليل والاقتصاد في استخدام المياه في الري بوضع مادة عضوية هلامية في التربة تستغني بها الأشجار عن الري لمدة سبعين يوما، إضافة إلى وضع مادة عضوية تسمى “بلاك رويال” حول الأشجار البرية المعمرة لتورقها وإعادة إخضرارها من جديد خلال 40 يوما في منطقة رين بوادي قديد؛ وذلك بدعوة كريمة من الأستاذ ناصر القريقري.
مناشدة ولي العهد
ووجه “بندقجي” رسالة إلى سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، بطلب دعم هذه المبادرات التي سوف تكون مستقبل توفر الأمن الغذائي والسياحة الزراعية بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030
وأكد عضو الفريق الأستاذ وليد الشيخ، أن هذه المبادرة نشأت بعد ملاحظة انتشار التصحر وقلة الغطاء النباتي وهذه مشكلة كبيرة دعتنا لتكوين هذا الفريق الذي كانت أولى خطواته غرس الشتلات البرية بمحافظة الجموم وفي وادي قديد.
ابتكارات سعودية
واستخدم المشاركون في المبادرة العديد من الابتكارات والاختراعات الزراعية، ومنها ري الأشجار باستخدام “الهلام الكربوني النشط”، أحد ابتكارات المهندس السعودي، يوسف بندقجي، وهوه مركب عضوي يغني عن ري النباتات لمدة ٧٠ يوما.
ومن ضمن ابتكارات المهندس يوسف بندقجي، التي تم تجربتها “طارد الأنعام”؛ لمكافحة الرعي الجائر والحفاظ علىى البيئة؛ والذي أثبت كفاءته وفاعليته.
وأجرى “يوسف”، تجربة أخرى في مجال الري باستخدم ابتكار جديد أطلق عليه “صائد الضباب”؛ حيث صمم الجهاز على شكل شجرة، والذي أثبت كفاءة عالية ودقة ممتازة في جمع الضباب واستخدامه في الري.
نقاشات وإشادات
وشارك العديد من المتخصصين والنشطاء في مجال الحفاظ على البيئة، في نقاش حول السلبيات والمعوقات والإيجابيات في زراعة الصحراء، وتم التطرق إلى أبرز الحلول.
كما شارك رئيس فريق الهايكنج في، خليص أنور الشيخ، وأعضاء رواد كشافة مكة، وانضم عدد كبير من الشباب السعودي والخليجي والعربي كمتطوعين وأصحاب تجارب ومتخصين في عدة مجالات.
ومن بين المشاركين في النقاشات الأستاذ، عبيد العوني، ناشط بيئي، والأستاذ عبدالله الألمعي، مؤسس المجموعات الزراعية نباتي التعليمية اول الداعمين لهذه المبادرة ، وأبو حصة محمد الجابر، خبير وصاحب مشاتل،والاستاذ عبدالله البراك خبير في النباتات البرية، والدكتور صبحي حداد، مهتم بالحفاظ على البيئة، ومن مصر الشقيقة الدكتورةالمهندسة سوزان راشد، نائب رئيس محطة بحوث جنوب سيناء مراكز بحوث الصحراء، والمفكر المهندس سعدون السعدون، مؤسس مبادرة شباب المملكة حصيف، والناشط البيئي سعيد السهيمي صاحب مبادرة سعيد السهيمي لزراعة ٣مليون شجرة سدر
.والاستاذ سعد المحارب ناشط بئي وزراعي ،والمبتكر والمخترع هاشم الحبشي ،والأستاذ سعد العجمي عضو جمعية افاق خضراء البيئة ومؤسس عدة روابط وعضو فيها رماح الخرج عفيف بكلوريس جغرافيا ومهتم بالبيئة والسياحة الطبيعية من الرياض
وأثنى الأستاذ، عبيد العوني، ناشط بيئي، على المبادرة، واصفا إياها بـ”العظيمة”. ونصح الشباب بالحفاظ على أمهات الأشجار، والأشجار المعمرة خاصة النادرة، والحث على إنشاء المحميات في القرى والهجر.
وتحدث الدكتور صبحي حداد، عن النباتات السامة وغير السامة وأعراضها ومدى أهمية معرفتها ووجوب تعريف المجتمع بها.
وسلطت الدكتورة المهندسة سوزان راشد، نائب رئيس محطة بحوث جنوب سيناء المصرية مراكز بحوث الصحراء، خلال النقاشات، الضوء على تجارب المركز في سيناء، موضحة أن “البيئة في سيناء متقاربة من صحراء المملكة”.
وأثنى الدكتور محمد حامد الغامدي، مهتم بقضايا ومشاكل المياه والبيئة، على المشاركين في “مبادرة زراعة الصحراء”، واصفا إياهم بـ”رجال الغد”.
وتحدث “الغامدي”، عن “حصاد الأمطار”، ومدى جدوى استخدامه في استدامة الأشجار البرية وتنمية الموارد المائية في المملكة.