مقرن بن ربيع

انتشار النِّفاق الإجتماعي مردُّه إلى أسباب متعددة ومتداخلة، ومنها ضعف الوازع الدِّيني والجهل ، النفاق الإجتماعي هو الإدعاء الكاذب على أنه صادق، والمبالغة في المجاملة لتحقيق أغراض شخصية أو مراعاة لعلاقات أسرية أو قبلية. لقد اختلّت الموازين، وتغيرتْ الكثير من قيمنا الجيدة إلى الأسوأ للأسف
ألا تلاحظون تغيراً في قيمنا المعاصرة؟ فكلما نتقدم في تعلم وتطبيق قُشور التطور الحقيقي والحياة الإستهلاكية، وشُيوع المصالح الخاصة كلما نتراجع ثقافياً وقيمياً ،تعاني مجتمعاتنا اليوم من ظاهرة النفاق الإجتماعي
المنافقون هم جماعة تختزل المصلحة الوطنية والعامة خدمة لمصالحها الذاتية بالتملُق والتضليل والمديح المزيف.

فظهرت بعض الأمراض الإجتماعية التي تؤثر على مسار الأمة وحضارتها، وتتسبب في انهيار المجتمعات، وإصابتها بالخلل والشلل الذي يعوق تقدم وتطور حياة الناس، ومن أخطر هذه الأمراض الإجتماعية مرض النفاق الإجتماعي، ويظهر خطره في أن النفاق عمومًا مذموم ومنبوذ، والمنافقون مكروهون مزيفون
وصاحب النفاق الإجتماعي أشر الناس؛ لأنه يتلون حسب الطلب، فيُقابل هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه آخر، وقد ذم الإسلام ذا الوجهين، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه»

واجب الأمة تجاه ظاهرة النفاق الإجتماعي ، يجب على الأمة تعرية هؤلاء المنافقين؛ لأنهم يبالغون في مدح الناس بالباطل من أجل المآرب والمصالح الشخصية، وقد يبالغون في المدح إلى حد الإطراء، فيصنع هؤلاء المنافقون فراعين يذلون الناس ويستعبدونهم، كما أنهم يمهدون لغيرهم صناعة الفراعين! فكلما رحل فرعون جاء فرعون جديد، يعتمد على سحرة أهل النفاق، عن طريق لحن القول وتزييف الحقائق، فتنزلق الأمم في الهاوية..
ومن واجب الأمة كذلك تجاه خطر النفاق الإجتماعي تحذير الأجيال منهم، وتنشئة المجتمع تنشئة اجتماعية سليمة، بعيدة عن التملُق والخداع؛ لأنه أسلوب انتهازي رخيص، وليس من أخلاق أهل الإيمان والشرف.

( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام )

وصل الله وسلم على سيدنا محمد .