الرياض

أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر أن الحوارَ العالمي من خلال تفعيل دور القيم الدينية والإنسانية في معالجة القضايا الدولية بات أحدَ أهمِ المحاور في المنتدياتِ العالمية؛ كونه ميدانًا حيويًا رحبًا، وبالغ التأثير خصوصًا في العلاقات المتنامية بين الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية باختلاف انتماءاتهم المذهبية والدينية مع صانعي السياسات في كل مكان وبالذات الهيئات والمنظمات الدولية.

وقال “بن معمر” حول ما يحصل عليه المركز من تأييد دولي وعلاقات واسعة في العالم: أستطيع القول وبكلِّ ثقةٍ.. إنَّنا نجحنا ولله الحمد بتوفيق من المولى عزَّ وجلَّ ثم بدعم المملكة العربية السعودية ومشاركة إسبانيا والنمسا والفاتيكان في تحقيق إنجاز عالمي، من خلال مأسَّسة مبادرة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات من خلال مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات كمؤسسة دولية؛ بهدف تعزيز المشتركات الإنسانية وترسيخ العيش المشترك تحت مظلة المواطنة المشتركة. حيث شهدنا تطبيقات متعددة لنموذج الاستفادة من جهود مؤسسات القيم الدينية والإنسانية لمساندة صانعي السياسات.

وأضاف: استطعنا تحقيق إنجازات في هذا المجال مع الشـركاء من دول وهيئات ومؤسسات وقيادات دينية؛ بإقناع المجتمع الدولي أنه يجب اعتبار القيم الدينية جزءًا من الحل وليس أساسَ المشكلة، خصوصًا وأن 84% من البشـر لديهم اعتقاد أو قيم دينية؛ وطرقنا أبواب صانعي السياسات والهيئات الدولية لتبني هذا التوجه الفريد الذي من المؤكد سيساهم في بناء الأمن السلام والعيش المشترك.

ومن ثمار هذه القيم الدينية والإنسانية، والتي أصبحت جزءًا رئيسًا وأساسًا من أساسات مهمتنا المحلية والعالمية؛ بات مركز الحوار العالمي في طليعة المؤسسات الحوارية والحضارية، الحاضرة بقوة في المنتديات الدولية، بفضل الله، ثم بدعم من الدول المؤسِّسة وأعضاء مجلس الإدارة من المسلمين والمسيحيين واليهود والبوذيين والهندوس، ومن خلال أعضاء المنتدى الاستشاري للمركز البالغ عددهم حوالي خمسين عضوًا، يمثِّلون حوالي خمس عشـرة ديانة ومعتقدًا.

ومن خلال منسوبي المركز الذين يمثلون ثلاثين دولة، وعبر منصاته الخمس في أوروبا: “منصة اللاجئين”، و”المجلس الإسلامي اليهودي في أوروبا”، و”منصة الحوار في أفريقيا الوسطى”، و”منصة الحوار في نيجيريا بين المسلمين والمسيحيين”، و”منصة الحوار في ميانمار بين المسلمين والبوذيين”، وفي المنطقة العربية “منصة الحوار والتعاون بين المسلمين والمسيحيين”، وبرامج الزمالة في خمس قارات.

وأكد “فيصل بن معمر” أنهم استطاعوا تحقيق نجاحات كثيرة لافتة، منها: الانضمام إلى المجلس الاستشاري في الأمم المتحدة والذي يتكون من خمسين مؤسسة دولية، وفي انتخاباته الأخيرة تم انتخاب أمين عام مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات للرئاسة المشتركة مع السيدة “تاركا كانتولا” رئيسة مجلس إدارة المعونات الفنلندية.

كما تم مؤخرًا في مدينة “ليندوا” الألمانية انتخاب الأمين العام؛ ليكون رئيسًا فخريًا ضمن الرؤساء الفخريين لتحالف الأديان من أجل السلام، وهو انتخاب معنوي ورمزي ولكنه يعبر عن تقدير عالمي لمركز الحوار العالمي وفريق عمله.