أمل سليمان

في طريق عودتي من العمل
تجلّت أمامي إحدى الصديقات
سلمنا على بعضنا
ثُم قررنا المشي معاً تحت جو المدينة المُبهر وأضوائها الساحرة

تبادلنا أطراف الحديث بحرارة
ورحلنا بذكرياتنا لسنوات الطفولة الحارة
بدى الجو أكثر متعة تمنينا لأول مرة أن تطول السكة لنتحدث أكثر
ففي بعض الأوقات تتهيء لك أجمل اللحظات بلا ترتيب
ولو رتبت لها لما وصلت
بهذا الروقان والسعادة
تلك الساعات النادرة من حياتنا
نتمنى أحياناً أن تطول وتجدد
هي نادرة حقاً

هانحن نتوقف عن الحديث القديم
فور اقترابنا من المنزل
لنحول وجهتنا عن جديد أعمالنا
بادرتني بسؤال؟
وقالت::
ماهي الإدارة التي تهديها وردة شكر
قلت:: كثير
أشارت بيدها واحدة فقط أريد!
لم تتردد لساني بنطق إدارة الروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف
بدأت أسرد لها مزايا هذه الإدارة
فحين عملت بها
وجدت مالم أجده بغيرها من إدرات
قالت ::صديقتي مالمختلف بها ياأمل
أراني تشوقت لمعرفة اختلافها
ومعرفة أسرار حبك المكنون لها

أجبتها لا تستعجلي سأحدثك بكل ما يشبع هذا الفضول المحيط بك
فضحكت وضحكت
وقلت لها تعرفي لما يقولو جده غير
الروضه بالمدينة مليون غير
إنها مدرسة للجميع
فحين احتضنتني إدارتها للعمل
من الوهلة الأولى شعرت أنني في بيتي الثاني
هذه الإدارة تجعلك تحبها بلا نسيان
وتمضي اللحظات بها كالذوبان
تتمنى لو بقيت عمرك خادماً لها من شدة تعامل أفرادها وإدارتها على نمط واحد
هناك ياصديقتي لا أحد فوق أحد
الجميع يعمل بروح الفريق الواحد
فلا علانة تقول ولا فلانة قالت
هدفهم واحد ومصيرهم واحد
جعلوني ياصديقتي أبدو كما لو أني بمدرسة من الأدب والأخلاق والتعاون والرقي والإصرار والعزيمة
جميعهم يعشقون النجاح وينطبق عليهم حديث حب لأخيك ماتحبه لنفسك
بإدارة الروضه بدت أخوتنا تكبر
وهدفنا يسمو وأفكارنا تعلو
ويومياً يا صديقتي
نتعلم كل جديد وجميل
نساعد بعضنا
ونفرح لفرح زميلتنا
ونحزن أيضاً إن حزنت
بالروضة روضة التماسك والإخاء
فبها أجمل إدارة تتعامل بالتنمية البشرية ورفع القدرات وفن التعامل مع الآخر
بالروضه الشريفة ياصديقتي شعرت بمالم أشعر به من خلالها
عشت جواً إيمانياً مكتمل الفصول
أصبحت معلمة الحياة وزارعة الأمل
تبسمت صباح مساء بالروضة
وتمنيت كما أحكي لكي الآن بقائي خادمة لها ما بقي من عمري
إنها غير ورح بتظل كاملة التفاصيل
بعيوني

آه.. كل هذا الشي للروضة
إنني أحببتها منك ياأمل
فإدراة كهذه تستحق ذلك
نعم تستحق ياصديقتي
وأسأل الله تعالى أن يجعلني خادمة الروضة ماحييت
ولا يحرمنا بركه بيوته المقدسه.

الكاتبه / أمل سليمان