علي احمد معشي

من محاسن الدين الاسلامي التسامح والتعايش مع الآخر بغض النظر عن الديانة والجنس واللون واللغة والسكن بل أن القرآن الكريم يحث على الاحسان لغير المحاربين من الكفار وللأسرى إن أظهروا السلام وطلبوا الأمان كما أن النبي صلى الله عليه وسلم تعامل مع كفار قريش ويهود المدينة وأجرى معهم معاهدات واتفاقيات وزار مريضهم واطعم جائعهم وأعطى محتاجهم وأوجد نظام المعاهدين وأهل الذمة ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة لدى يهودي في مال ولم يمنع الاسلام من المعاملة الحسنة وإظهار محاسن الدين مع كل البشر بمختلف أطيافهم مما يسهل الطريق لغير المسلمين للتعرف على الاسلام من خلال أخلاق المسلمين وتعاملهم ورحمة قلوبهم المشفقة على من ابتعدوا عن المنهج الحق وبياض أياديهم المعطاءة بالخير لكل محتاج وأجاز الإسلام الزواج من الكتابيات وأكل طعام أهل الكتاب ولم ينغلق على ذاته ولم يجبر المسلمين على العزلة عن العالم بل جاء الاسلام ونبي الاسلام صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ونجاة للناس أجمعين ليحثهم على تصحيح عقائدهم وتوحيد خالقم والعبودية له دون سواه والاعتراف والخضوع له بالربوبية والألوهية وتمجيده وعبادته بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وأنه المعبود الأوحد والرب المتفرد ليس له والد ولا زوجة ولا ولد وهذه عقيدة المسلمين وهذا هو مسارهم وأيما عمل ينافي ذلك أو يخالفه أو يوافق على ما ينافي التوحيد ويخالفه فهو تناقض صريح وجنوح عن العقيدة الصحيحة
من هنا دخل اللبس على بعض المتأخرين وبعض المثقفين منهم حيث يسعون لتهنئة المسيحيين بمناسبة ميلاد الرب يسوع المسيح من باب التعايش والتسامح واظهار الانفتاح على الآخر والهروب من تهمة التشدد والتعقيد والانغلاق لكنهم تناسوا أو نسوا أن مضمون هذه التهنئة خطير جداً وينافي عقيدتهم التي قام عليها دينهم الاسلامي عبر التاريخ وكل أحداث التاريخ والصراع الطويل الذي ذهب ضحيته الكثير من المسلمين للدفاع عن عقيدة الاسلام وصد محاولات طمسها وهي التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى واستماتة الجيوش الصليبية وحروبها ضد المسلمين عبر التاريخ كان لتثبيت عقيدة المسيح التي تأتي الأجيال المعاصرة بكل بساطة وسذاجة ربما دون اطلاع على التاريخ ومجرياته لتنطلي عليهم حيلة التعايش في غير محله فالتهنئة لم تأت من أجل قضية هامشية أو نيل خير دنيوي أو فوز في مسابقة اذاً لكان الأمر هيناً ولكنها جاءت تهنئة بميلاد رب آخر سوى رب العالمين ” الله العزيز العليم ” .
هنا يجب نشر الوعي وزيادة الفهم لتنجو الأجيال المسلمة من مغبة التفريط في عقيدتها والوقوع في المحذور دون علم وبحسن نية ربما .