القاهرة

عقد مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي الذي بدأ أعماله في وقتٍ سابق اليوم بالقاهرة، ثلاث جلسات خلال يومه الأول لمناقشة الأطر المفاهيمية للتجديد، وآليات التجديد، وتفكيك المفاهيم المغلوطة.
وتناولت الجلسة الأولى التي عُقدت برئاسة الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الأطر المفاهيمية للتجديد حيث أكد رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين الشيخ عبدالرحمن بن محمد آل خليفة في كلمته خلال الجلسة أن التجديد خاصّةً لازمة من خواصّ دين الإسلام، وأحد أهم المقومات الذاتية للدين؛ جَعَلَه الله صالحًا لكل زمان ومكان، وجَعَلَه نظامًا فاعلًا في دنيا الناس، وجامعًا بين الأصالة والمعاصرة، أصالة لا تُقعِدُه في الجمود، ومعاصرة لا تفتقر إلى التأصيل.
من جانبه أوضح رئيس المجلس الاستشاري لمجلس علماء إندونيسيا الدكتور محمد دين شمس الدين أن الحضارة الإنسانية العالمية في حاجة ماسة إلى التغيير والإصلاح، وانطلاقًا من أن الإسلام دين الحضارة والوسطية، فعلى المسلمين مسئولية كبيرة لتقديم البديل الحضاري، مشددًا على أن تجديد الفكر الإسلامي أصبح أمرًا مهمًّا لابد من إقامته.
واستعرض رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوي في كلمته خلال الجلسة مظاهر التجديد التي قام بها الأزهر قديمًا وحديثًا، منوّهًا إلى أن التجديد من ضروريات الشريعة الإسلامية ليتحقق مواكبتها للعصر وتيسير حياة الناس.
وفي الجلسة الثانية التي عقدت برئاسة مفتي نيجيريا الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، تناول وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة في كلمته التمييز بين ما هو عقائدي وشرعي وأخلاقي، موضحًا أن الدين الإسلامي قرر مبدأ حرية الاعتقاد بشكل صريح لا يقبل التأويل، وأن حرية الاعتقاد مكفولة في الإسلام للجميع مسلمين وغير مسلمين، وبالتالي حرية إقامة الشعائر الدينية.
وشدد الوزير المصري على ضرورة مواجهة الانحراف الأخلاقي وتنفيذ تعاليم الدين الإسلامي ظاهريًا وجوهريًا، بالإضافة إلى تحقيق صحوة فكرية علمية والتقدم في جميع المجالات.
كما تطرق مفتي موريتانيا الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي في كلمته خلال الجلسة إلى تجديد الفكر في العلوم الشرعية، وتحدث المؤرخ العراقي الدكتور بشار عواد معروف عن أثر الخروج عن الجماعة العلمية.
وفي الجلسة الثالثة التي عُقدت برئاسة قاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش، أكد مدير مكتبة الإسكندرية الدكتور مصطفى الفقي أهمية أن يدرك العرب والمسلمين أن حالة الانقسام التي عانت منها الأمة من قبل وتسببت في ضياع الأندلس وفلسطين تحدث الآن، داعيًا الجميع إلى الحذر، والعمل لمنع حالة الانقسام والتشرذم التي تستغلها قوى الشر لضرب الأمة, مشيرا إلى أن تمسك العرب والمسلمين بالعروة الوثقى سيقضي على التنظيمات المتطرفة.
وبيّن مدير مكتبة الاسكندرية أن الإسلام كان ومازال وسيظل صحوة حق وعدل، وأن ثوابت الإسلام لا جدال فيها ولا حولها، مشددًا على أن الحديث عن التجديد هو حول المفهوم وليس الثوابت.
من جانبه نوّه رئيس مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بالمملكة المغربية سمير بو دينار أن الحديث عن الجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الالكتروني ليس معنيا بالاستدلال المنطقي او الحجة، بل يعتمد على الأثر اللحظي وأنه يعتمد على القضايا التي تثير العواطف الجماعية، مما يقتضي وقفة موجزة عن خصائص وطبيعة هذا الخطاب في الفضاء الإلكتروني.