محمد آل عتيق -متابعات

أشار تقرير حديث، إلى أن الإغلاق القسرى للشركات في الولايات المتحدة الأميركية والقفزة الكبير في معدلات البطالة، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، سيدفعان الاقتصاد الأميركي للانكماش بنسبة 30% خلال الربع الثاني من العام الحالي، و5% في عام 2020 بكامله.
وربما تشير هذه التوقعات الصادمة إلى تأثير كبير لفيروس كورونا المستجد على أحلام الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الذي يحلم بالفوز بولاية ثانية في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وكان دائم الحديث عن المكاسب الضخمة للأسواق الأميركية في عهده ومعدلات البطالة التي هوت في عهده إلى أدنى مستوى في 50 عاما، ولكن ذلك قبل ظهور الفيروس القاتل الذي كبد الأسواق خسائر حادة وعنيفة كما رفع البطالة إلى مستويات كبيرة.

وقالت شركة الاستثمار باسيفك انفستمنت مانجمنت “بيمكو”، في تقرير حديث، إن أدلة من تقارير للوظائف صدرت مؤخرا تشير إلى أن معدل البطالة قد يرتفع بما يصل إلى 20%.
وتوقع التقرير انكماشاً في معدلات نمو الاقتصاد الأميركي بنسبة 30% خلال الربع الثاني من العام الحالي، يعقبه على الأرجح ربعان من التعافي. وفى حين أن فصلين من الانكماش هما فترة زمنية أقصر من الأربعة فصول المسجلة أثناء الأزمة المالية العالمية في 2008، إلا أن عمق الصدمة أكبر بكثير من تلك الانكماشات الفصلية الأربعة التي لم تزد أي منها على 8%.
وفي الوقت نفسه، أشار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في محضر تم الإعلان عنه أمس، إلى أن التوقعات الاقتصادية الأميركية على المدى القريب تدهورت بشكل حاد خلال الأسابيع الأخيرة وأصبحت غير مؤكدة إلى حد كبير. وذكر أن تفشي فيروس كورونا أضر بالمجتمعات وعطل النشاط الاقتصادي في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الظروف المالية العالمية قد تأثرت بشكل كبير.
وفي ظل هذه التطورات السلبية، رأى الاحتياطي الفيدرالي أنه سوف يحافظ على معدل الفائدة عند المستوى الحالي حتى يثق صناع السياسة في أن الاقتصاد قد تجاوز الأزمة الحالية وفي طريقه لتحقيق هدفي البنك “للتوظيف واستقرار الأسعار”.
وأظهر محضر الفيدرالي أن البنك يضع سيناريوهين، يتمثل الأول في أن يبدأ النشاط الاقتصادي في التعافي في النصف الثاني من هذا العام الجاري من تداعيات كورونا. أما السيناريو الثاني وهو الأكثر سلبية، فإنه يتمثل في دخول الاقتصاد الأميركي في الركود هذا العام، على أن يكون التعافي بطيئاً حتى العام المقبل.
وذكر أن معدل الفائدة سيظل قرب الصفر حتى يتجاوز الاقتصاد الأميركي أزمة فيروس كورونا الحالية. وكان “المركزي الأميركي” قد قرر خفض معدل الفائدة في اجتماع مفاجئ منتصف الشهر الماضي إلى مستوى يتراوح بين صفر إلى 0.25%.
وتشير البيانات والأرقام الرسمية الصادرة عن جامعة “جون هوبكنز” إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأميركية إلى أكثر من 400 ألف حالة حتى أمس الأربعاء.