عيدان الزهراني

في تأكيد جديد على كذب نظام الملالي وتنصله من التزاماته الدولية، كشف خبراء أمريكيون من معهد العلوم والأمن الدولي موقعا سريا لتطوير الأسلحة النووية في إيران. ودعا المعهد طهران في تقرير نشره أمس (الأربعاء)، إلى الاعتراف بالموقع الذي لم يكشف عنه من قبل للمفتشين الدوليين.

وأفاد تقرير الخبراء بقيادة المفتش النووي السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ديفيد أولبرايت، بأنه بناء على الوثائق الموجودة في الأرشيف النووي الإيراني التي استولت عليها إسرائيل في أوائل عام 2018، أنشأت طهران بناء على خطة «أماد» ورشة «شهيد محلاتي» بالقرب من طهران للبحث وتطوير تخصيب اليورانيوم المتعلق بصنع أسلحة نووية.

وتشير «خطة أماد» إلى خريطة طريق إيران لتطوير سلاح نووي في هذه المنشأ، وهي بمثابة محطة تجريبية تهدف إلى تطوير وتصنيع مكونات اليورانيوم للأسلحة النووية.

وقال أولبرايت لصحيفة واشنطن فري بيكون إن الموقع لم يتم الكشف عنه علنا في وقت سابق، ومن المرجح أن الدول الغربية لم تكن تعلم به قبل استيلاء إسرائيل على الوثائق النووية.

وحذر من أن هذا الموقع ربما يكون على وشك صنع نوى من اليورانيوم تصلح لصنع أسلحة نووية، وإن لم يكن هناك دليل على أن إيران لديها أي يورانيوم يصلح للاستخدام في صنع الأسلحة حتى الآن.

وأكد أن الموقع يسلط الضوء بشكل ملموس على أن طهران كانت تؤسس لصناعة إنتاج الأسلحة النووية وليس مجرد برنامج تطوير، وليس هناك دليل على أنها قامت بتدميرها.

من جهتها، أكدت خبيرة عدم الانتشار الباحثة في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات أندريا ستريكر أن اكتشاف الموقع الجديد «يظهر مدى كذب طهران على المفتشين الدوليين بشأن ماضيها وربما برنامجها المتواصل لصنع أسلحة نووية».

وأضافت أن طهران اليوم أقرب إلى سلاح نووي مما كان يعتقد في السابق، مشددة على أن الوكالة الدولية بحاجة إلى إجراء تحقيق كامل في إيران لضمان أن برنامجها النووي سلمي تماما.

وكان من المفترض أن يكون الموقع مؤقتا حتى اكتمال منشأة شهيد بروجردي في موقع بارتشين العسكري المهم الذي يقع في قرية وسط مقاطعة باكدشت، على بعد 20 كيلومترا جنوب شرق العاصمة.

ويعود تأسيس موقع بارتشين إلى نوفمبر 2011 عندما أعلنت الوكالة الدولية أن لديها معلومات موثوقة تؤكد أن الموقع تم استخدامه في اختبار تفجير داخلي، إذ سعت الوكالة للوصول إلى بارتشين، وهو ما رفضته طهران.

ويعتقد المعهد الدولي أن المبنى الرئيسي لورشة شهيد محلاتي لليورانيوم يبدو أنه تم تدميره وتركه بين أواخر عام 2010 وأوائل عام 2011، بعد اكتشاف منشأة نووية إيرانية أخرى في «فوردو»، بالقرب من مدينة قم المجاورة.

وأصر أولبرايت في التقرير على أن إيران يجب أن تعلن هذا الموقع للوكالة الدولية، وأن تسمح بتفتيشه؛ لأن المنشأة صممت وبنيت للتعامل مع المواد النووية الخاضعة للضمانات بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة.

وشدد على ضرورة أن تتحقق الوكالة الدولية من كل المواقع والمرافق والوثائق والمعدات والمواد المستخدمة في أنشطة خطة «أماد».