فاطمة مسودي

استدعى وزير الخارجية اللبناني السفيرة الأمريكية لدى بيروت للتباحث في تصريحاتها الأخيرة ضد “حزب الله” ولإبلاغها أنه “وفق اتفاقية فيينا لا يجوز لسفير أن يتدخل في الشؤون الداخلية لبلد آخر ولا يجوز أن يتضمن كلامه تحريضا”.

ومن المقرر أن يلتقي حتي السفيرة اليوم الاثنين ٢٩ يونيو ٢٠٢٠ ، عند الساعة الثالثة بعد الظهر بحسب ما أفادت به الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية .

وكان قاضي الأمور المستعجلة في مدينة صور محمد مازح أصدر قرارا يقضي بمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية أو أجنبية تعمل على الأراضي اللبنانية من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأمريكية لمدة سنة وذلك بسبب تصريحات اعتبرها القاضي أنها تساهم في تأليب الشعب اللبناني على بعضه وتثير نعرات طائفية ومذهبية وسياسية. وهذا ما أثار جدلاً واسعاً .

وجاء ذلك بعد تصريحات للسفيرة شيا قالت فيها إن “الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يهدد استقرار لبنان، وإن الحزب يمنع الحل الاقتصادي في لبنان”.

ونفت الحكومة اللبنانية أن تكون قد قدمت اعتذارا للسفيرة الأمريكية عن القرار في وقت رفضت وسائل الإعلام اللبنانية الالتزام به.

وتعد واشنطن «حزب الله» الذي تدعمه إيران منظمة “إرهابية” ، ويتهمه خصومه بالتحكم بمفاصل الحياة السياسية في لبنان .

ورغم ردود الفعل أكد مازح في بيان الأحد أنه أصدر قراره وهو “مرتاح الضمير وبكامل قناعته” ، ملوحاً بتقديم استقالته إذا أحيل على التفتيش القضائي بعدما أفادت تقارير محلية عن توجه بهذا الصدد.

وفي رد شديد اللهجة اتهمت الخارجية الأميركية “حزب الله” بمحاولة إسكات الإعلام اللبناني معتبرة ذلك أمراً مثيراً للشفقة وقالت: “نقف مع الشعب اللبناني ضد رقابة “حزب الله”.

وكانت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد قد سارعت الأحد إلى تأكيد أنه “لا يحق لأحد منع الإعلام من نقل الخبر».

كما أعلنت قنوات تلفزيونية عدة عدم التزامها بالقرار “غير النافذ”.

ويأتي هذا السجال في وقت يشهد لبنان فيه أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود وتدهوراً غير مسبوق في عملته المحلية.