بقلم... د/عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان

اسمُ داعيةٍ محبوب لمع في مجال العمل الخيري والإنساني والدعوة إلى الله تعالى.

اسمُ شيخٍ حمل هم المسلمين والمسلمات ويتابع قضاياهم، ويسعى إلى الإسهام في علاج مشكلاتهم.

اسمُ شيخٍ ودَّعَ الحياة الدنيا، وقد ترك وراءه عِلمًا يُنتفعُ به.

وأهله يدركون أن كل إنسان يومًا تنتهي فيه حياته إلى الموت، وهذا أمر لا جدال فيه، قال الله تعالى:

((يَا أَيَّتُهَا اَلنَّفْس اَلْمُطْمَئِنَّة ارْجِعِي إِلَى رَبّك رَاضِيَةً مَرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))

بقلوبٍ مؤمنةٍ راضيةٍ بقضاء الله وقدره

مات الشيخ أحمد القطان (رحمه الله)، وبرحيله تفقدُ دولة الكويت وَاحِدًا من كبار رجالاتها المخلصين المحبين للخير، وصاحب الهمة والهمم العالية، والعزم والعزيمة والإصرار، فقد عزم – طيب الله ثراه- على تحقيق أهداف وسياسات نبيلة تكون أقرب إلى الآخرة منها إلى الدنيا، وبذل قصارى الجهود المضيئة المباركة لخدمة الدين الإسلامي، دفع المال والكثير من الوقت في سبيل تحقيق ذلك.

فقد رحلَ ذلك الشيخ الداعية الرائع الذي جمع ببن الحكمةِ ورجاحةِ العقل والمنطق بهدوئه وبعد نظره، امتلأ قلبه حُبًّا وصفاءً لكلِّ الناس، فقد أكرمه الله تعالى بسريرةٍ طاهرةٍ نقية، ووهبَهُ قلبًا سليمًا، وصدرًا منشرحًا، وروحًا عالية، ولم يحمل كرهًا ولا حقدًا، ولا حسدًا، ولا عداوةً لأحد، يحبُّ صلةَ الرحم وزيارة الأقارب والمرضى، ويقف بجانب المحتاجين ويبذل كلَّ ما بوسعه لإسعادِ الآخرين، ويعطف على الفقراءِ والمحتاجين، وكان – غفر الله له- حريصًا أشدَّ الحرص على خدمة الآخرين، مُؤمنًا إيمانًا عميقًا بضرورة خدمتِهم، وعُرِفَ عنه (يرحمه الله تعالى) الكرمُ والجودُ، كان شيخًا صادقًا متواضعًا مبتسمًا عطوفًا، صاحب مبادراتٍ طيبة، يمثل السماحة والاعتدال والوسطية في الدعوة والإرشاد إلى طريق الحق، وسيبقى رمزًا من رموز الإسلام والمسلمين، صدق الله تعالى ما عاهد الله عليه، وقضى حياته – يرحمه الله تعالى- لخدمة دينه ووطنه وسائر بلاد العالم، فأحبه الناس باحترام وتقدير وفخر وتفاخر والدعاء له، وهذا ما يبعث على الاطمئنان، ويخفف من الألم والحزن والغم بعد مماته، والناس شهود الله تعالى في أرضه.

أُصيبَ بالمرضِ،

وكان إيمانُهُ قَوِيًّا، كما كان صابرًا ومُحتسبًا ومُبتسمًا، ويحمدُ اللهَ ويشكرُهُ، وتوفي بعد صراعٍ مع المرض.

نسألُ اللهَ تعالى أن يتغمَّدَ الفقيدَ بواسع رحمتهِ، ويسكنُهُ فسيحَ جناتهِ، مع الأنبياءِ والصدِّيقينَ، والشهداءِ، والصالحينَ، وحسن أولئك رفقاء، وجميع موتى المسلمين والمسلمات،

وأن يُلهمَ أهلَهُ وذويه

ومُحبيه الصبرَ والسلوانَ في مصابِهم الجلل، (إنا لله وإنا إليه راجعون).

وإنا على فراقك لمحزنون.