صفاء نصيرات

برعاية فخرية من قبل معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين، وبمشاركة شرفية من قبل سعادة الدكتور طلال أبوغزالة رئيس مجموعة طلال أبوغزالة – السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية- نظم “المركز الأممي لخدمات المانحين عضو الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية”، بالتعاون مع “مجموعة الخبير العالمي للإستشارات” ، وبإشراف من “المركز العالمي للتنمية المستدامة ” فعاليات ” مؤتمر وجائزة الجهات المانحة الرابع لعام 2020م ” ، وأقيم هذا المؤتمر في دورته الرابعة لمناقشة موضوع ” الجهات المانحة ودورها المتعاظم في دعم برامج التخطيط للتعافي الإقتصادي وإستدامة التنمية”، بمشاركة عربية ودولية متميزة، وذلك في يوم السبت الموافق 15 أغسطس من عام 2020م. وقد تم خلال حفل الإفتتاح الذي أقيم برعاية معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورة بمملكة البحرين ، الإعلان عن تكريم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار جلالة ملك البحرين للأعمال الخيرية وشؤون الشباب ” بجائزة شخصية العام القيادية الفخرية في مجال المنح”، وتكريم سعادة الدكتور طلال ابوغزالة رئيس مجموعة طلال أبوغزالة ” بجائزة شخصية العام في مجال خدمة المجتمع لعام 2020م ” . وفي كلمة إفتتاح المؤتمر والذي أقيم برعايته ، قال معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين “إنه لمن دواعي الإعتزاز أن أكون مشاركاً معكم في هذا المؤتمر المتميز، الذي جاء في نسخته الرابعة هذا العام تحت عنوان (الجهات المانحة ودورها المتعاظم في دعم برامج التخطيط للتعافي الإقتصادي واستدامة التنمية)، حيث نستشعر معاً أهمية هذا الموضوع في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها العالم بسبب جائحة كوفيد 19 .وأضاف كذلك ” إن مشروع الإصلاح السياسي في مملكة البحرين مهد الأرضية الصلبة لديمقراطية نفخر بها قائمة على أسس صلبة، الهدف منها خدمة المواطن البحريني، وتحقيق عملية النهوض والتطور للوطن، والاستقرار والازدهار في ظل دولة القانون والمؤسسات.كما وتلعب الدول بشكل عام، والبرلمانات بشكل خاص، دوراً فاعلاً في سياسات التنمية الوطنية، من خلال دورها في سن التشريعات والقوانين، التي تُعنى بإيجاد الأطر لتنمية مستدامة على مختلف المستويات.التنمية المستدامة هي عملية حضارية مدروسة ومخططة، تهدف الى ايجاد تحولات كبيرة في القطاع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والخدمي والزراعي. وإن الهدف الأساسي للتنمية المستدامة، هو الوفاء بحاجات البشر وتحقيق الرعاية الاجتماعية على المدى الطويل، مع الحفاظ على قاعدة الموارد البشرية والطبيعية ومحاولة الحد من التدهور البيئي. ومن أجل تحقيق ذلك، يجب التوصل إلى توازن ديناميكي بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة، وإدارة الموارد وحماية البيئة من جهة أخرى.كما أشار معالي السيد علي بن صالح الصالح الراعي الفخري للمؤتمر الى الجهود الحثيثة لمملكة البحرين، في التنمية المستدامة في مجال حماية البيئة والموارد الطبيعية والمحافظة عليها، ضماناً لاستدامة عملية التنمية، ذلك تطبيقاً لمواد دستور مملكة البحرين، حيث أقر الدستور كفالة حماية البيئة وتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والنواحي الاجتماعية والاقتصادية، ورؤية البحرين الاقتصادية 2030، والمخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني 2030، وبرنامج عمل الحكومة. كما قامت مملكة البحرين، بإنشاء العديد من المؤسسات والاجهزة الحكومية واللجان المهتمة بوضع البرامج والسياسات والاستراتيجيات، الهادفة الى تحقيق الاستدامة بأبعادها المختلفة، وسنت عدداً من القوانين والتشريعات ذات العلاقة بتطبيقات التنمية المستدامة، والتي أصبحت التزاماً دولياً في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، التي يشهدها المجتمع الدولي، فضلاً عن الانضمام الى العديد من الاتفاقيات متعددة الاطراف.ختاما، لابد من تقييم الاستراتيجيات السكانية والإنمائية وتطويرها، ورفدها ببرامج تنفيذية تصب تحقيق التوازن والتنمية المستدامة التي ننشدها جميعاً… وتتحقق بتكاتف الجميع، القيادات السياسية، التشريعية، والتنفيذية، ومنظمات المجتمع المدني.

ثم قدم سعادة الدكتور طلال أبوغزالة رئيس مجموعة طلال أبوغزالة – ضيف شرف المؤتمر – الكلمة الرئيسة في حفل إفتتاح المؤتمر ، أكد فيها “على أهمية العطاء للشركات والمؤسسات لتحقيق إستدامة أعمالها ، لأنها تأتي في إطار الواجب وليست ممارسة ترفية . معرجا على دور” مجموعة طلال بوغزالة “والتي خصصت 50% من أرباحها لصالح دعم ورعاية المجتمع عبر برامج متخصصة في مجالات التعليم وبناء القدرات . وأشار كذلك ” إلى طرح ” طلال أبوغزالة فاونديشن “ثلاثين مشروعا مستداما لصالح خدمة ودعم المجتمع ، الأمر الذي إنعكس على حالة الرضى المجتمعي تجاه هذه المجموعة الرائدة ، وتم ترجمة ذلك عبر حصول مجموعة طلال أبوغزالة على دعم قادة الدول والمجتمعات التي تعمل فيها مجموعته لأعمالها وأنشطتها ، وبفضل الله ثم بفضل هذا الدعم، أصبحت هذه المجموعة هي الرائدة في مجالات أعمالها في المنطقة العربية وفي خارجها . ثم قدم سعادة البروفيسور يوسف عبدالغفار رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية – رئيس اللجنة المنظمة العليا للمؤتمر ، كلمة قال فيها: يقام هذا المؤتمر في دورته الرابعة في وقت يواجه العالم تبعات جائحة كورونا.حيث تنتظر المجتمعات من الجهات المانحة سواء ،الحكومية منها أو الخاصة أو غير الحكومية ، بأن يكون لها دور متعاظم في مرحلة التعافي وصولا إلى تجاوز هذه الأزمة الإنسانية العالمية .وأضاف كذلك ” لقد تم إختيار موضوع المؤتمر في محاولة لوضع إطار وخارطة طريق للجهات المانحة ، سواء كانت حكومية أو خاصة أو غير حكومية لحثها للمساهمة الفاعلة في دعم برامج التخطيط للتعافي الإقتصادي لتجاوز معضلة معوقات التنمية بعد ماتعرض العالم لجائحة كورونا، والتي خلفت أضرارا بالغة سواء من الجانب الإقتصادي ، أو الإجتماعي ، أو البيئي ، أو الصحي ، أو التعليمي..ولم تقتصر حدود هذه التبعات على منطقة جغرافية بعينها ،إنما وصلت للعالم أجمع ، الأمر الذي يتطلب من الجهات المانحة الفاعلة أن يكون لها دور كبير في دعم الجهود الحكومية لتحقيق إدارة فاعلة لهذه الأزمة العالمية بأقل التكاليف الإنسانية والإقتصادية والصحية ، وتحويل هذه الأزمة إلى فرص ودروس مستفادة .كما قال سعادة البروفيسور يوسف عبدالغفار “لقد دأبت الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية وبالتعاون مع شركائها على تنظيم هذا المؤتمر ليكون مظلة علمية ومهنية للجهات المانحة ، حيث يلتقوا خلاله في كل دورة من دوراته ، ويطرحوا أفكارهم حول موضوع يشغل الجهات المانحة والمستفيدين من خدماتها وفق أطر علمية ، للوصول بهذه الأفكار ومايتم طرحه عبر أوراق العمل والعروض العلمية إلى موجهات إسترشادية تستفيد منها ذات الجهات المانحة وشركائها ، وذلك لأن هذه الجهات المانحة تقوم بدور كبير في تعزيز الإستقرار المجتمعي للوصول به إلى إستدامة تنميته.ويحرص المنظمون في هذا المؤتمر على تقدير أصحاب العطاءات من الشخصيات الداعمة لجهود المنح ، وللجهات المانحة من خلال تكريمهم بجوائز التميز في مجال المنح، الأمر الذي يؤدي إلى تحفيز هذه الجهات المكرمة لإستدامة عطاءها المتميز نحو المجتمعات التي تخدمها ، ولنؤكد للمكرمين بأنكم محط تقدير مجتمعي عميق، وعلى رأس هؤلاء : سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب ، وسعادة الدكتور طلال أبوغزالة ، والفائزين بجوائز مانح في هذه الدورة. وفي ختام كلمته وجه سعادة البروفيسور يوسف عبدالغفار شكرا لكل من ساهم في دعم إستدامة أعمال المؤتمر قائلا “إن الشكر صفة المخلصين ، فنحن في الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية ، نقدر لكل من صنع لنا جميلا في إستدامة أعمال هذا المؤتمر للدورة الرابعة على التوالي ، ونخصهم هنا بالذكر وهم :

– معالي الراعي الفخري لهذا المؤتمر السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى بمملكة البحرين ، والذي تحمل عبئ رعاية هذا المؤتمر منذ دورته الأولى.فلمعاليه خالص الشكر والتقدير.

– والشكر موصول إلى ضيف شرف المؤتمر سعادة الوالد الدكتور طلال أبوغزالة رئيس مجموعة طلال أبوغزالة – السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية لدعمه ومساندته أعمال المؤتمر وحرصه على التواصل مع الجهات المانحة من خلاله منذ دورة المؤتمر الأولى.

– والشكر كذلك لممثلي الجهات المانحة والخبراء والمتخصصين في مجال المنح لقبول مشاركتهم العلمية في هذا المؤتمر وإستدامة تواصلهم معه.

– والشكر الخاص للرعاة والداعمين لهذا المؤتمر في دورته الرابعة ونخص هنا بالذكر: لجنة الأعمال الخيرية من مملكة البحرين ، و لشـركة فاسـت لمقاولات البنـاء من دولة الإمارات العربية المتحدة، وللجهات التي قدمت وساندت إستدامة أعمال المؤتمر.

ثم أعلن سعادته عن مبادرة مهنية بمناسبة إنعقاد المؤتمر قائلا ” يشرفنا في مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية أن ندعوا الجهات المانحة لقبول مبادرتنا ومساندتها والشراكة فيها والمتمثلة في إطلاق “برنامج دولي لإعداد كوادر وبناء قدرات متخصصة في مجال إدارة مرحلة التعافي لمابعد جائحة كورونا” ، يتم تنفيذه بالشراكة مع المنظمات غير الحكومية في الدول، وبالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة. وسنعقد لهذا المقترح إجتماعا خاصا سندعوا له الجهات المانحة والجهات الأخرى ذات العلاقة لتكون مساهمتنا حقيقية في دعم مرحلة التعافي من هذه الجائحة.

 

– وأختتم كلمته قائلا ” أوجه آيات الشكر كذلك لكل المتابعين لهذا المؤتمر والمشاركين فيه من الدول العربية والإسلامية ، ونسأل ألله أن يحقق هذا المؤتمر الأهداف المرجوة منه .

– ثم قدم سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية كلمة بمناسبة تكريم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لدوره في الإشراف على حملة ” فينا خير” والتي تمت إدارتها من قبل المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية ” معربا فيها عن دور القيادة الرشيدة في مملكة البحرين في دعم هذه الحملة الوطنية الإنسانية برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، والتي حصلت على دعم مجتمعي وصل إلى مائة مليون دولار ، تم توجيهها بشكل عاجل لدعم المتضررين من جراء جائحة كورونا في داخل المجتمع البحريني ، ووصلت مساعدات الحملة الوطنية للمواطنين والمقيمين على حد سواء ، الأمر الذي وجد قبولا طيبا من قبل المراقبين في الداخل والخارج . كما أن نجاح المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية في إطلاق وإدارة ” حملة فينا خير ” ، كان سببا رئيسا في الجاهزية التي تمتعت بها المؤسسة الملكية وفريق عملها والمتطوعين معها في الإستجابة العاجلة لنصرة ” مدينة بيروت المنكوبة” بعد الإنفجار الذي حدث وخلف أضرارا كبيرة . وإختتم سعادة الدكتور السيد حديثه قائلا ” إن ممارسة المسؤولية المجتمعية وتطبيقاتها في مثل هذه الظروف والإحتياجات المجتمعية سواء على المستوى الوطني أو الخارجي أمر في غاية الأهمية ، والشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية خير من يقوم بها .. فشكرا للشبكة الإقليمية وقيادتها برئاسة سعادة البروفيسور يوسف عبدالغفار ومجلس إدارتها على إستدامة دعم المبادرات والمشروعات المجتمعية .

كما صرح سعادة المستشار فايز سفر العمري رئيس المركز الأممي لخدمات المانحين بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الإجتماعية- رئيس المؤتمر – قائلا : إن المؤتمر شارك فيه (30 ) شخصية عربية ودولية يمثلون العديد من المنظمات الدولية والجهات المانحة ذات العطاءات المتميزة خلال مسيرتها . وتناول المؤتمر عبر أوراق عمل علمية عددا من المحاور الرئيسة الهامة منها :”أثر جائحة كورونا على خطط التنمية في العالم ، ودور الجهات المانحة في تحقيق التوازن بين الإحتياجات العاجلة ومتطلبات المرحلة القادمة” . وكذلك محور” الجهات المانحة ودورها في دعم خطط التعافي الإقتصادي على المستوى الوطني والدولي” . إضافة إلى محاور منها “دور الجهات المانحة في تحقيق الأثر في خلق وظائف جديدة دعما لجهود الحكومات لاستدامة التنمية” و”الإجراءات التدخلية لمجابهة الصدمات والقدرة على التكيف ومواجهة آثارها …أدوار مأمولة من الجهات المانحة لتعزيز خطط التنمية” و ” أدوات الجهات المانحة لدعم تحقيق النمو المستدام المتسق مع استراتيجيات التنمية الوطنية والدولية في مرحلة التعافي الإقتصادي لمواجهة المخاطر طويلة الأمد” . كذلك محاور أخرى هامة منها ” استراتيجيات بناء قدرة المجتمعات الإقتصادية والاجتماعية والبئية لمواجهة الصدمات في المستقبل” و “مراكز البحث العلمي واهمية دعم أعمالها من الجهات المانحة لتحقيق التعافي الإقتصادي واستدامة التنمية . و “صور وأسس التنسيق التنفيذي في ادارة الازمة بين لمؤسسات المانحة والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني” وأخيرا سيتناول المؤتمرون كذلك محور “التكنولوجيا والتطبيقات الخضراء والتحول الرقمي في مرحلة مابعد التعافي الإقتصادي..خيار استراتيجي للمستفيدين من برامج المنح لتحقيق التنمية المستدامة” .

وأضاف كذلك ، وقد أقيمت ورشة عمل متخصصة حول ” السياسات المهنية للجهات المانحة لتحقيق استدامة التنمية في مرحلة التعافي الإقتصادي “.

وفي ختام المؤتمر تم الإعلان عن توصيات تساهم في دفع الجهات المانحة للمساهمة الفاعلة في التخطيط في مرحلة التعافي الإقتصادي.