سعودي بوست - الرياض

يترقّب لبنان بكثير من الاهتمام ما سيحمله إليه وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في 22 مارس الجاري، حيث سيحط في بيروت مختتماً جولة في المنطقة تشمل الكويت وإسرائيل.

وحسب العربية، تأتي جولة “بومبيو” الثانية إلى المنطقة في أقل من شهرين على وقع تصاعد اللهجة الأميركية تجاه إيران ودورها في زعزعة أمن المنطقة عبر ميليشياتها المنتشرة في أكثر من دولة عربية.

وعن الزيارة، قال سفير لبنان السابق في واشنطن انطوان شديد لـ”العربية.نت” “إن الوضع الجيوسياسي للبنان جعله أولوية على الأجندة الأميركية، لأنه يتشارك الحدود مع دولتين أساسيتين إسرائيل وسوريا، كما أن هناك قطاعين لبنانيين تعتبرهما الإدارة الأميركية العامود الفقري للاستقرار، الأول الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية الشرعية، حيث برنامج المساعدات العسكرية قائم من دون توقّف على رغم موقف الكونغرس من “حزب الله” والثاني المصارف”.

ويحفل جدول أعمال الزيارة الأميركية بقضايا مطروحة على سلّم العلاقات الشاملة بين بيروت وواشنطن، لعل أبرزها تنامي الدور الإيراني في لبنان عبر تعاظم قوّة “حزب الله” العسكرية والسياسية من خلال تعزيز وجوده في الحكومة بوزارة أساسية هي وزارة الصحة، وكانت الولايات المتحدة حذّرت من أن يستغلّها الحزب لتحويل الأموال إلى المؤسسات التابعة له.

ولفت “شديد” إلى “أن مسألة العقوبات على إيران و”حزب الله” ستُشكّل أولوية محادثات بومبيو مع المسؤولين اللبنانيين الذين سيلتقيهم، لاسيما وأنه يزور بيروت بعد شهر تقريباً من “مؤتمر وارسو” الذي عُقد في 14 فبراير الماضي وخُصّص لتعزيز العقوبات على إيران”.

أكد “شديد” :”أن بومبيو سيُسمع المسؤولين اللبنانيين “وبصوت عالٍ” بأن يكفّوا يد “حزب الله” عن القرار في لبنان وأن يوقفوا تمدد نفوذه، ويلتزموا بالعقوبات عليه وعلى إيران ومنع لبنان من أن يكون ملاذاً للالتفاف على العقوبات الأميركية”.

ولفت السفير اللبناني إلى “أن بومبيو سيجدد للبنانيين دعم الولايات المتحدة لمؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك الجيش، فموقف الكونغرس الأميركي ثابت لناحية استمرار الدعم العسكري للجيش اللبناني رغم الموقف الأميركي من إيران وحزب الله”.

وتترافق زيارة وزير الخارجية الأميركي إلى لبنان مع المعلومات المتقاطعة عن أن بومبيو سيحاول إقناع لبنان بالانضمام إلى “التحالف الإستراتيجي في الشرق الأوسط” لمواجهة الأخطار المُحدقة بالمنطقة والآتية من طهران أولاً، مع العلم أن لبنان لم يتجاوب مع طلب أميركي سابق حمله مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل موفداً من بومبيو أثناء زيارته بيروت منذ أكثر من شهر بالمشاركة في “مؤتمر وارسو” في 14 فبراير، الذي كانت أميركا نظمته بالتعاون مع بولونيا، متمنياً على وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل ترؤس وفد لبنان للمشاركة في المؤتمر، وهو ما لم يلق تجاوباً.

واعتبر السفير شديد “أن رئيس الدبلوماسية الأميركية سيسأل المسؤولين اللبنانيين عن النأي بالنفس الذي تعتمده الحكومة كسياسة عامة في التعاطي مع أزمات المنطقة. فحزب الله برأي واشنطن يواصل خرق النأي بالنفس بالتدخل عسكرياً في ميادين دول عربية عدة”.

عقوبات جديدة

إلى ذلك، لم يستعبد السفير اللبناني في واشنطن “أن تُصدر الإدارة الأميركية رزمة عقوبات جديدة تطال إيران وحزب الله من أجل تشديد الخناق عليها من دون أن تضم لائحة أسماء وكيانات جديدة، من ضمن قانون العقوبات الذي أقرّه الكونغرس الأميركي”.

وتتطلّع بيروت إلى زيارة بومبيو لتحريك ملف النزاع حول الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، ومطلب لبنان حيال هذه المسألة يشدد على الترسيم السريع لهذه الحدود بدءاً من البر وصولاً إلى البحر.

وتقترح أميركا القبول بـ”خط هوف”، نسبةً إلى الموفد الأميركي فريدريك هوف الذي اقترح عام 2012 خطاً يتم من خلاله تقاسم المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل عند الحدود البحرية الجنوبية، بحيث يعطى لبنان مساحة 500 كلم مربع، وتعطى إسرائيل 360 كلم مربع من أصل مساحة الـ860 كلم مربع. وهو أمر رفضه لبنان.

وتعليقاً على تلك المسألة، قال شديد “إن الأميركيين لعبوا دوراً أساسياً في هذه القضية من أجل حلّ النزاع البحري، ونأمل أن يحمل معه حلاً لا يكون على حساب لبنان وثروته النفطية”.

وإلى كل تلك القضايا، لن يغيب عن جدول مباحثات بومبيو الوضع في سوريا وما يهمّ لبنان منها أي إيجاد حل لمسألة النزوح السوري.

ويُشدد الأميركيون على أن عودة اللاجئين مرتبطة مباشرة بالتقدم في التسوية السلمية التي من شأنها توفير الضمانات اللازمة للاجئين العائدين.

وسبق زيارة بومبيو إلى بيروت جولة لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى السفير ديفيد ساترفيلد في 4 مارس الحالي التقى خلالها المسؤولين اللبنانيين، وقبله وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل أوائل يناير الماضي.