بقلم.. أمل حسن جلال

كثير وكثير جدا كأم عثمان وأبنائها جلدتهم الحياة بسياط الذل جلدا مبرحا فوقفوا في وجهها صامدين بالصبر والرضا والتسليم.

كأن الأقدار تغزل لهم وتحيك ثيابا من سندس خضر إن لم يكن على الأرض فيوم العرض لهم الخيرات الحسان.
لطالما شمَّر العبد للسعي طلبا للرزق الحلال وترقب الغيوم حتما ستمطر ويأتي السيل جارفا للأحزان.

لا يأس مع إله الأكوان رب كريم عظيم منعم منان.

لعمري على شعور زوال النعم كم هو أليم لكأنَّ الرأس يتهاوى ولا تتمالك رفعه مهما كنت تحاول بل ربما كلما أعدت المحاولة تطأطئ العراقيل شموخك وعزتك.

لا تيأس فخالق الكون يراك سيرعاك
سينبت من صخور الألم أزاهير السعادة بعد العدم سينبثق فجر الأمنيات بعد بهيم اليأس والشجن..

ثق بربك فقط الأمر عسير والخطب جسيم وما عليك سوى الانقياد والتسليم.

هل رأيت كيف تجري المقادير ويعجز اللسان عن الوصف والتبرير. أزارك منظر العابرين والناظرين والمساهمين والمتفانين؟ هم جنود الله يسخرهم لمن يشاء من عباده الطيبين.

كم من موعظة لذلك الصمود وتلك القوة وذلك الأمل الذي يسري مع دبيب حطام الشك الممتزج باليقين لكأن الشيطان ينفث عقده ليحبط القلب الذي يجاهد كي يحيا ويستقيم أرى هناك فجرا من الأمنيات تشرق بالإنابة والاستغفار والثقة بالإجابة فمع الله تجارة لن تبور ورزق موفور وخاطر مجبور .

هنيئا لأبي عثمان تلك الزوجة التي لا تفتأ من ذكر محاسنه وشد ساعده وهنيئا لأم عثمان رجلا صالحا وأبا مناضلا، وقد تذكرت في هذا الموقف عطاء الصابرين يوم الحشر ( بغير حساب ) أدهشنا عطاء الخلق فكيف بعطاء رب الخلق؟ الله أكبر .. انتظروا مفاتيح الفرج أحبتي فكم من أم عثمان تنام ودموعها تسيل على وسادتها وكم من أبو عثمان قصمت ظهره الديون وأعجزت عن مدامعها العيون واحتارت الظنون ففكر في المال والبنون ولم يمس لهوا أو مجون.

أخذ يحارب ويجول لشرف العيش كريما ومأمون.

توخوا العفيف أحبتي وتتبعوا الجريح والضعيف فلو علمتم كيف يسير وقلبه كفيف لا ينظر لما في أيدي الآخرين فهمسه ورضا قلبه بحب مولاه رفيف.
لا يحزن من غنى غيره كثير كان أم طفيف، ولأمسكتم زمام الشماتة وحبالها التي تشنق المحاولات واحدة تلو الأخرى وتسيِّل دماء الذل وتنحر الفأل فيخر صريعا يجثي على ركبة الفشل تحت أقدام البائسين الجاحدين لكل معروف.

لا بأس ستعود الأيام وتدور الدوائر فاحذروها ولا تغتروا لا تكونوا تروسا تصد الناجحين وإن فشلوا قدموا لهم بريق الأماني وإن تخدشت الكرامات سيرمم الله تلك الشقوق وستزهر من جديد..

عظيم أن نكون يدا وجسدا يشعر بالآخرين فيقدم لهم أقل الإيمان بدعوة في ظهر الغيب علها تنجي إن لم نقدم ملموسا فتكفي وتعيد الحياة لحياة تهاوت وسقطت بين أسراب المتفرجين مدوا أيديكم وأسعفوا من يحتاج فالأجر عظيم والرب جل شأنه كريم.
لنكن سندا لسد أفواه الفاقة فالرحلة ستنتهي والخيل تجري في أعنة الأيام وغدا نصل لساحة العدل والإقدام لنشمر فالجنة على مشارف العين وستُحقق الأحلام.